الشيخ صالح بن شاجع في كلمة له أمام مجلس حقوق الإنسان – جنيف

السيدات والسادة/……………

اسمحوا لي في البداية أن اضعكم في صورة ملخصة للوضع الكارثي في اليمن، التي تدخل عامها الخامس من الحرب الطاحنة التي خلفت عشرات الالاف من القتلى والجرحى وملايين المشردين، وعملت على تدمير البنى التحتية للبلد ومقدارتها، وخلقت واقعا مأساويا على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والجغرافية وباتت اليمن اليوم تعيش أسوأ كارثة انسانية في العالم.

أربع سنوات من الدمار والاقتتال دون أن تتمكن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي من وقف نزيف الدم اليمني كما فشلت في رفع الحصار المطبق على الموانئ والمطارات اليمنية والتي تسببت بمضاعفة الأزمة الانسانية الخانقة وسط انتشار كبير للأمراض والاوبئة، والتي حصدت أرواح الآلاف وتهدد بالمزيد.

إن ما يجري اليوم في اليمن حرباً عبثية، تديريها عصابات للنهب والقتل، والاثراء الفاحش، وتنفيذ اجندات مشبوهة، دون الاكتراث بالتبعات الكارثية لاستمرار هذا الصراع المدمر على أمن اليمن واستقرار المنطقة والعالم. الامر الذي يتطلب من الامم المتحدة العمل بمسؤولية واستقلالية كاملة وأن تصطف مع كافة مكونات واطياف الشعب اليمني الذي يتوق للسلام.

إن اليمن يتجه نحو التشظي والتشرذم، وهناك اليوم عدة دول وحكومات في اليمن الواحد، وذلك جراء تعدد الفاعلين الاقليميين والدوليين في اليمن وتغير اولوياتهم وانحراف نشاطهم تحولوا الى عصابات ترفض السلام وتحارب كل من يدعون اليه.

إن ما بات يدركه اليمنيون اليوم بعد ما يزيد عن أربع سنوات من الاقتتال، أن الهدف من هذا الصراع هو تدمير اليمن وتمزيقه ونهب خيراته ومقدراته واذلال ابنائه،، وهو ما يتأكد من خلال الممارسات القائمة منذ سنوات والحقد الاسود الملموس تجاه اليمن واليمنيين، والعمل على تدمير بنى اليمن التحتية واستهداف المنشئات الحيوية والمباني الخدمية، بما في ذلك المدارس والمشافي والطرقات العامة، وقصف الاسواق والاحياء المكتظة بالسكان . كل ذلك الى جانب العمل على زرع الفتن وبث خطاب الكراهية بين ابناء الشعب الواحد واحياء النعرات الطائفية والعنصرية ودعم الارهاب واعمال الفوضى وتشجيع نهب الحقوق والممتلكات الخاصة والعامة.

وفي الختام لا بد أن نذكر بالحقيقة المرة، بأن عدد من القرارات التي صدرت عن مجلس الأمن الدولي ضد اليمن كانت السبب الرئيسي لتدمير اليمن و الركيزة الأساسية التي اتكأت عليها الاطراف الاخرى لقتل اليمنيين وحصارهم وتجويعهم، والوصول بالاوضاع في البلد الى ما وصلت اليه اليوم.

ومن هنا ندعو مجلس الأمن الى مراجعة هذه القرارات والغائها، واخراج اليمن من طائلة البند السابع، واستبعاد كل القرارات السلبية من مرجعيات الحل الشامل في اليمن، الذي يستحق ان يلتفت اليه الجميع لإنهاء معاناة ابنائه الذين لم يعد بوسعهم تحمل المزيد.

 

الشيخ/ صالح محمد بن شاجع

التحالف الأوروبي اليمني من أجل السلام في اليمن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *