رسالة مفتوحة إلى رئيس النقابة الوطنية للصحفيين

تونس في 19افريل 2021

السيد رئيس النقابة الوطنية للصحفيين

محمد المهدي الجلاصي

السادة أعضاء المكتب التنفيذي والمكتب التنفيذي الموسع

الزملاء وطلبتي الأعزاء

تحية طيبة

الموضوع : إعلام باستقالة وتوضيحات أولية

وبعد

قابلت اليوم السيد رئيس الحكومة وقدمت له استقالة كتابية من خطة متصرف ممثل للدولة في مجلس إدارة وكالة تونس إفريقيا للأنباء التي كلفت بها منذ أسابيع ثم صدرت في الرائد الرسمي يوم 5افريل 2021.

وإذ نشرت للرأي العام في موقع “الصباح نيوز” بعض أسباب قبولي التعيين، وبينها محاولة المساهمة في إنقاذ الإعلام العمومي، وبعض اسباب استقالتي، وبينها ما اكتشفته من تعقيدات وتجاذبات ، فإني سوف أتوجه إليكم برسالة تفصيلية في الغرض وأود أن أعلمكم مبدئيا بالخصوص بما يلي :

* أولا : خلافا لما روجه البعض لم انتم يوما إلي أي حزب سياسي ، قانوني أو غير قانوني ، قبل ثورة 2011 وبعدها وحافظت على استقلاليتي وعلى احترام نفس المسافة من كل الأطراف عند تغطية الأحداث الرسمية وتحركات المعارضة والمجتمع المدني ، مثلما يشهد على ذلك أرشيفي في الصحافة الوطنية والدولية ماضيا وحاضرا.

* ثانيا ، أشكر آلاف الصحفيين والمثقفين والشخصيات الذين اتصلوا بي للتهنئة ثم للتضامن ضد ” حملة الشيطنة والهرسلة ” ، أسجل مجددا أن أغلب رموز الدولة والمعارضة والمجتمع المدني والزملاء وطلبتي ( وبينهم عدد من أعضاء مكتبكم الموسع ) نوهوا كتابيا وشفويا باستقلاليتي وما تعرضت له من ظلم وتهميش وحرمان من حقوقي في الترقيات والتسميات وكيف عين بعض من ليس لهم شهائد وخبرة رؤساء لي في دار الصباح مثلا.

ويمكن أن ترجعوا إلى شهادات كبار الاعلاميين والمثقفين والحقوقيين التي قدمت لصالحي في “مؤسسة التميمي” ومواقع اعلامية وجامعية عديدة . وقد صردت عن نخبة ممن تعاملت معهم مهنيا منذ 1984موفى في صحف الرأي والمستقبل ودار الأنوار ودار الصباح وفي معهد الصحافة وعلوم الاخبار وفي بي بي سي والاهرام والشرق الأوسط وعربي 21 ووكالات الأنباء العالمية وفرانس 24 والميادين و.. الخ

* ثالثا : عندما قبلت خطة رئيس مدير عام ، مشرف على التسيير الإداري والمالي ، لم أكن أنوي التدخل في عمل الإعلاميين و في محتوى برقيات الوكالة وبقية إنتاجها ، رغم قناعتي بصفتي الإعلامية والأكاديمية ، أن من بين الأولويات الوطنية أن يبادر المهنيون بتطوير منتوج الوكالة ومؤسسات الإعلام العمومي شكلا ومضمونا لتواكب ، قولا وفعلا، بقية وكالات الأنباء ومصادر الخبر وطنيا ودوليا.

* رابعا: خلافا لما روجته “ماكينة الكذب والشيطنة” لم أتحدث أبدا أن برنامجي يتضمن إعادة النظر في كل الانتدابات والتسميات والصفات التي أبرمها المديرون العامون السابقون والتي تحوم حول بعضها “شبهات” ، من بينها تعيين كاتبة مدير عام سابق صحفية تحت ضغط زوجها ومقربين منه ممن يتزعمون ” الاحتجاجات” ضد 7 مديرين عامين ، ويقفون منذ جانفي الماضي وراء آخر عريضة تضم 30 صحفيا ضد السيدة منى مطيبع موجهة إلى الرؤساء الثلاثة وهيئة مكافحة الفساد.

* خامسا : رغم تداول 7 مديرين عامين على الوكالة منذ مطلع 2011 وتعاقب الاحتجاجات والاعتصامات ضدهم ، والتي لم أكن أعلم بها عند موافقتي على التعيين ، اعتبر أن حملة هتك الأعراض والكذب والشيطنة التي تعرضت لها غير مقبولة و أطالب مكتب النقابة ولجنة أخلاقيات المهنة بإصدار موقف واضح يدينها .

كما احتفظ بحق تتبع بعض من لدي اثباتات تورطهم في العنف اللفظي ضدي وفي محاولة النيل من كرامتي وكرامة أسرتي ومن شرفي ونزاهتي واستقلاليتي ونظافة يدي ،عبر الكذب بأساليب بذيئة وغير أخلاقية والإدعاء بالباطل والترويج لتقارير استخباراتية مشبوهة تستهدفني وتستهدف كل المهنيين المستقلين والنزهاء.

*سادسا : من بين أسباب استقالتي معارضتي التصعيد اللفظي والأمني الذي حصل يوم 13 أفريل الجاري عندما كنت مع أعضاء مجلس الإدارة بصدد الدخول إلى المقر ، لعقد الاجتماع القانوني للمجلس ، تطبيقا لقرار التغيير على رأس الوكالة بحضور المديرة العامة السابقة والمدير العام الجديد.

عندما دخلنا لم تكن هناك سيارة أمن واحدة أمام مقر الوكالة و لم أكن أعلم أن الأمور سيتطور إلى تدافع بين مجموعة من المعتصمين والأمنيين وإلى تجييش متبادل .

وعند تعذر عقد اجتماع مجلس الإدا حاولت إنقاذ الموقف فغادرت من باب الطابق السفلي الخلفي ، وليس من البهو الرئيسي ، لتجنب تطور الوضع نحو توتر أخطرو تدافع وصدام ومواجهات بين الطرفين ، بعد أن وصلت إلى عين المكان قوات أمن إضافية ومجموعة من مساندي المعتصمين . وحمدت الله أن تمت الأمور بسلام رغم الكلام البذيء والعنف اللفظي الذي تعرضت له من قبل بعض الأشخاص في الطريق العام .

أعلمتكم بهذا وأؤكد اعتزازي وتقديري للدور الذي يقوم به النزهاء داخل هياكل المهنة والنقابة الوطنية للصحفيين ، وقبل ذلك جمعية الصحفيين التونسيين . وقد شرفني أن هيئاتها العلمية أسندت إلي مرارا ” جائزة أحسن مقالات العام السياسية ” عن سلسلة التحقيقات والحوارات الخاصة التي أجريتها في تونس والجزائر وفلسطين المحتلة ولبنان والخليج .

وأني أرحب بعقد جلسة حوار هادئة مغلقة أو مفتوحة للحوار مع النزهاء داخل القطاع حول بعض الاتهمات المجانية التي وجهت إلي خلال الاسبوعين الماضيين .

والسلام

مع فائق التقدير

كمال بن يونس

صحفي محترف منذ 1985

* أكاديمي ومستشار دولي في الإعلام والعلاقات الدولية و الدراسات الإستراتيجية

* مديرعام سابق لقناة تلفزية خاصة ولمؤسسة إذاعية مصادرة ولشركة اقتصادية عمومية

* عضو سابق في مجلس إدارة شركات اقتصادية

L’ article d’ assabah news

صدرت في الرائد الرسمي قبل أسبوعين :

كمال بن يونس يستقبل من الإدارة العامة لوكالة “وات”

قدم الرئيس المدير العام الجديد لوكالة تونس إفريقيا للأنباء كمال بن يونس استقالته من الخطة التي كلفه بها رئيس الحكومة هشام المشيشي مطلع الشهر الحالي وصدرت في الرائد الرسمي يوم 5 أفريل الجاري.

وتوجه كمال بن يونس في رسالة الاستقالة بالشكر إلى رئيس الحكومة على ثقته وإلى كل الإعلاميين والقيادات النقابية والسياسية التي هنأته وشجعته على خوض تجربة ” محاولة إصلاح واحدة من أعرق المؤسسات العمومية الوطنية التي تمر بصعوبات ومشاكل معقدة ، ويمكن تطوير مردودها شكلا ومضمونا مع تحسين ظروف العمل داخلها وظروف العاملين فيها .”

وكتب بن يونس عن استقالته : ” قبلت تحمل المسؤولية ، بعد تردد كبير ، لاني توقعت أن خبرتي الطويلة في قطاع الإعلام و في تسيير المؤسسات العمومية والخاصة سوف تساعدني على المساهمة في تطوير الموارد البشرية والمادية ل”وات” بالشراكة مع مؤسسات الدولة وممثلي الإطارات و العمال من إداريين وتقنيين و صحفيين.

“لكن تبين لي أن التجاذبات السياسية الخطيرة التي تمر بها البلاد و المشاكل التي تواجه هذه المؤسسة الوطنية العريقة معقدة جدا ، على غرار كثير من المؤسسات الإعلامية العمومية والمصادرة ، بما يفسر حالة عدم الاستقرار على رأس إدارتها العامة وفي هيكلتها منذ أعوام ، وتداول 7 مديرين عامين على رأسها بعد الثورة ، نظمت اعتصامات ” ترحيل” وتحركات احتجاجية ضد أغلبهم ، من بينها عريضة مطالبة بإقالة المديرة العامة السابقة تضم 30 صحفيا “.

و فسر بن يونس استقالته بحرصه على “تجنب الانخراط في التجاذبات السياسية و التسيير الروتيني لمؤسسة اعلامية عمومية ، مثل وات ، تحتاج خطة اصلاح شاملة يشارك فيها الاداريون والمختصون في التسيير الحديث والاعلاميون والخبراء بعيدا عن المزايدات” .

ونفى بن يونس أن يكون انتمى يوما إلي أي حزب سياسي ايمانا منه أن العمل الصحفي يستوجب الاستقلالية ويتنافي مع ” الاصطفاف الحزبي والسياسي” و” الانخراط في الصراعات العمومية والنزاعات بين الفرقاء .”

واعرب بن يونس عن أسفه ” لحملة الشيطنة ” التي تعرض لها ، وأعلن أنه يحتفظ بحقه في التتبع أمام القضاء ضد من روجوا عنه أكاذيب ومغالطات في محاولة يائسة للنيل من عرضه ومن مصداقيته المهنية و استقلاليته ونزاهته .”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *