* هل تنجح الوساطات في احتواء الازمة ؟

 

انتقد اغلب الساسة في أوربا والعام جريمة اغتيال العالم النووي الايراني محسن فخري زادة واعتبروها عملا ارهابيا ..كما اعتبروا أنه محاولة لاضعاف ادارة الرئيس الامريكي القادم من قبل حلفاء دونالد ترامب وبنيامين ناتنياهو..بهدف ارباك برنامجه لتعديل السياسة الخارجية الامريكية بما في ذلك فيما يتعلق بايران والملف النووي الايراني واحياء الاتفاق السابق الذي رعته المانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والامم المتحدة وسبق ان دعمته ادارة باراك اوباما ..

مرة أخرى يستهدف الإرهابيون و مرتزقة المخابرات الإقليمية والدولية كبار العلماء والعقول والمختصين في الأبحاث النووية المدنية والعسكرية والفيزيائية ، وكان الهدف هذه المرة العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة .

ويعيد اغتيال العالم الإيراني للأذهان سلسلة الاغتيالات التي طالت مجموعة من العلماء العرب والمسلمين من جنسيات مختلفة بينهم نخبة من العلماء والحقوقيين الفلسطينيين والمصريين والعراقيين والمغاربيين والإيرانيين .

وتذكر جريمة اغتيال محسن فخري زادة بجرائم اغتيال عدد من العلماء النوويين العرب الإيرانيين، منذ 2010 من بينهم مسعود علي محمدي ومجيد شهرياري، و دريوش رضائي نجاد ، ومصطفى أحمدي روشن.

وقد تزامنت جريمة اغتيال محسن فخري زادة مع إعلان الرئيس الأمريكي الجديد بايدن اعتزامه إلغاء مجموعة من قرارات إدارة دونالد ترامب الاستفزازية ، ومن بينها ما يهم الاتفاق النووي الأممي الإيراني والقدس وفلسطين والجولان واتفاق باريس للمناخ .

ويكشف هذا التوقيت تحرك لوبيات استعمارية دولية وإسرائيلية وعملائها لمحاولة دفع المنطقة في الأسابيع المتبقية من عهد دونالد ترامب نحو موجة من التصعيد والتوتر وافتعال حروب جديدة بالوكالة في مرحلة تعاني فيها دول العالم أجمع المضاعفات السلبية لوباء كورونا صحيا واقتصاديا وسياسيا وأمنيا .

وإذ يجب التنديد بقوة من قبل أحرار العالم أجمع بهذه الجريمة البشعة وباستهداف العقول والباحثين والأكاديميين والمناضلين من أجل التحرر الوطني والكرامة ، فإن مؤسسات الإعلام والقضاء الأممية والدولية مطالبة بالكشف عن الدول والأجهزة والشخصيات التي تقف وراء منفذيها ، بما في ذلك صقور سلطات الاحتلال الإسرائيلي وبيادقها .

لقد تغيرت موازين القوى إقليميا وعالميا خلال العقدين الماضيين ، ولا مجال للأجهزة المورطة في جرائم اغتيال للعلماء والنشطاء الوطنيين أن تفلت من عقاب المجموعة الدولية والمؤسسات الأممية .

ويخشى المراقبون أن تستفز جريمة اغتيال العالم النووي الايراني الجديد فتدفعها نحو التصعيد مع الولايات المتحدة الامريكية في عهد بايدن ايضا ..

وكان رئيس لجنة الطاقة في البرلمان الإيراني، فريدون عباسي، أعلن عن توجه سياسي في طهران لمتابعة بدء عملية تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة، ووقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والانسحاب من الاتفاق النووي، وذلك رداً على اغتيال رئيس «منظمة الأبحاث والإبداعات» في وزارة الدفاع الإيرانية، محسن فخري زادة، في ضواحي طهران الجمعة الماضي.
وقال عباسي وهو رئيس منظمة الطاقة الذرية السابق، في تغريدات على «تويتر»، نقلتها وكالة «فارس» الايرانية ، إن «دماء الشهيد الكبير فخري زادة ستغير هندسة المجلس الثوري حيال البرنامج النووي»، مضيفاً: «الآن، ستركز إرادة المجلس على 4 قضايا مركزية سأتابعها شخصياً: بدء تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة، وإخراج جميع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وإنهاء التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والانسحاب من الاتفاق النووي».
وصادق أعضاء البرلمان الإيراني يوم الأحد ، على إعطاء قانون «الإجراء الاستراتيجي لإلغاء العقوبات» صفة «عاجل جداً».

وأفادت وكالة «تسنيم» الدولية للأنباء بأن «النواب في الاجتماع المفتوح للمجلس وافقوا على مراجعة الإجراء الاستراتيجي لرفع العقوبات، بأغلبية 232 صوتاً من إجمالي 246 نائباً حاضرين في الجلسة».
وقال رئيس المجلس، محمد باقر قاليباف، إن “مناقشة هذا القرار ستدرج على جدول أعمال المجلس لهذا الأسبوع، حيث سيمكن من تعزيز الصناعة النووية للبلاد، والتصدي لممارسات العدو الإرهابية”.(؟)

فهل تنجح وساطات الامم المتحدة والاتحاد الاوربي وموسكو وبيكين مجددا في احتواء الازمة وتجنيب المنطقة والعالم تصعيدا سياسيا عسكريا جديدا يكون مبررا لاهدار مزيد من ثروات المنطقة في التسلح ؟

وهل ينجح الوسطاء في مساعدة الرئيس جو بايدن وفريقه على تنفيذ تعهداته بالتصالح مع المجموعة الدولية ووقف سياسات الاستفزاز التي اعتمدت في عهد سلفه ترامب وشجعه عليها رموز التطرف داخل اسرائيل والولايات المتحدة بزعامة بنيامين ناتينياهو ورفاقه في اقصى الييمن الاسرائيلي ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *