*من سيضمن تسليم الأسلحة وإبعاد “أمراء الحرب” والمهربين؟

 

– مؤشرات جدية عن فتح معبري رأس الجدير والذهيبة – وازن والمعابر الجوية الليبية .. وتطور سياسي ايجابي تاريخي في ليبيا في تونس التي تحتضن الأشقاء الليبيين بكل مشاربهم منذ 10 أعوام دون تدخل مباشر في نزاعاتهم ..

+ ولن يختلف اثنان حول “معجزة ” تنظيم الحلقة مؤتمر الحوار السياسي الليبي الشامل في تونس في ظروف دولية تبشر بالانفراج ، بإشراف أممي وحضور الرئيس التونسي قيس سعيد ووزير الخارجية عثمان الجارندي وموفدة الأمم المتحدة الديبلوماسية الامريكية السابقة في ليبيا ستيفاني وليامز..

+ وقد ارتفع منسوب “التفاؤل” بعد توقيع كبار القادة العسكريين من الشرق والغرب ( مجموعة 5+ 5 ، أو مجموعة العشرة ) على اتفاق “وقف نهائي” لإطلاق النار ، وبعد أن أسفرت المؤتمرات السياسية في غدامس و جنيف والمغرب ومصر وتركيا وألمانيا.. عن قرارات مهمة من بينها استئناف انتاج النفط وتصديره وتبادل الأسرى والمعتقلين وإعادة فتح المطارات والطرقات والمعابر ..

++ ويتفاءل كثير من المراقبين بتزامن هذا المؤتمر السياسي الليبي الأممي في تونس مع الإعلان عن فوز المرشح الديمقراطي جو بايدين و نائبته كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية الأمريكية ، بما يمكن أن يمهد لتفعيل ” سياسة خارجية أمريكية عقلانية ومتوازنة ” في العالم وفي ليبيا بعد سنوات من ” الشعبوية ” و” القرارات المتناقضة والاستفزازية والمتطرفة ” التي صدرت في عهد دونالد ترامب.

ولعل من بين العوامل التي قد تساهم في إنجاح مؤتمر ليبيا بتونس فوز الديمقراطيين بأغلبية في مجلس النواب ، قد تتعزز في مجلس الشيوخ ، بما يمثل فرصة إضافية لمساعدة بايدن ونائبته كامالا هارس على تحقيق تعهداتهما الانتخابية بدعم التنمية والديمقراطية في العالم ، ومصالحة الديبلوماسية الأمريكية مع الأمم المتحدة وأوربا و” السياسة الدولية المتعددة الأطراف” ، والقطع مع سياسات ادارة ترامب المتطرفة ومواقفها ” الانتهازية المفرطة “..

لكن السؤال الذي يفرض نفسه على الجميع على هامش مؤتمر الحوار السياسي الليبي في تونس : من سيضمن تنفيذ الاتفاقات المبرمة بين القيادات العسكرية والسياسية الليبية في غدامس وجنيف و” بوزنيقة ” المغربية ومن بينها وقف اطلاق النار وابعاد الميليشيات المسلحة وأمراء الحرب عن كبرى المدن الليبية وعن الحدود التونسية والجزائرية والمصرية؟

هل ستكلف الأمم المتحدة بهذه المهمة الصعبة جدا في بلد تناهز مساحته المليوني كلم مربع ولديها ساحل مطل على البحر المتوسط طوله حوالي الفي كلم وحدود مع 6 دول طولها آلاف الكيلومترات ، بينها مئات الكيلومترات مع تونس والجزائر ومصر والسودان ؟

وإذا تقرر ذلك هل سوف تشكل قوات أممية ذات صلاحيات واسعة وبإمكانيات هائلة ، قادرة على تجميع الاسلحة ، مثلما وقع سابقا في مناطق توتر ونزاعات خطيرة بينها فيتنام وروندا ؟

أم تكون مجرد قوات ” رمزية” لإعداد تقارير عن الجهات التي تخرق اتفاق وقف اطلاق النار مثلما وقع سابقا مع القوات الأممية جنوبي لبنان ؟

وهل سترضخ القوات الموالية لحكومة طرابلس ولجيش خليفة حفتر و ” لأمراء الحرب ” في سرت وبرقة وفي مصراطة وموانئ التهريب وبنغازي للأمر الواقع وتسلم أسلحة الثقيلة فورا أم يحصل العكس ؟

والسؤال الأخطر الذي يفرض نفسه هنا : هل ستغير واشنطن من جهة وقيادة الحلف الاطلسي من جهة ثانية استراتيجيتها ” الحيادية ” في ليبيا وجنوب البحر الابيض المتوسط و تتدخل مباشرة عسكريا لفرض تجميع الاسلحة الثقيلة وفرض وقف دائم للإطلاق النار و منع كل القوى الاقليمية من التدخل في ليبيا مستقبلا ؟

أم تكتفي بتدخلات ” محدودة ” تقوم بها قيادة القوات الامريكية في افريقيا ، أفريكوم، ضمن استراتيجية ” الاحتواء الأمني” ، التي تعني مراقبة الهجرة غير القانونية وتحركات الميليشيات المسلحة والتهريب دون التورط في تدخلات ذات صبغة سياسية وفي صراعات مع كبار ” الحيتان”؟

وفي هذه الحالة وتلك : هل ستدعم الإدارة الأمريكية على أعلى مستوى عسكريا وماديا جهود مبعوثتها الديبلوماسية ستيفتاني ويليامز وفريقها أم تكتفي بالدعم السياسي الذي تقدمه سفارات واشنطن في المنطقة وخاصة سفيرها في طرابلس مع الاقامة بتونس ريتشارد نورلاند الذي قام مؤخرا بزيارات مكوكية شملت موسكو والقاهرة وأنقرة وباريس ؟

ولعل الأخطر من كل هذا معرفة مستقبل التنسيق بين قيادات عدد من أبرز دول الحلف الاطلسي التي تتدخل بقوة منذ أعوام في ليبيا وشرق البحر الابيض المتوسط وخاصة فرنسا وايطاليا وتركيا واليونان والمانيا ؟ وكيف ستتعامل الدول العربية والافريقية المتدخلة في الحرب الليبية مستقبلا ؟

++ والرهان الأكبر من قبل أنصار التسوية السياسية السلمية : هل سوف تتوصل دول الحلف الاطلسي ، وحليفاتها العربية ، في عهد جو زيف بايدن وكامالا هاريس الى تجميد تناقضاتها وصراعاتها في ليبيا التي يقدر مخزونها النفطي بأكثر من 40 مليار برميل ومخزونها من الغاز بعشرات مليارات الامتار المكعبة ؟

من جهة أخرى : هل سوف تتصالح تركيا وفرنسا وايطاليا وألمانيا وروسيا قبل ابرام صفقات إعادة اعمار ليبيا أم يتواصل التوتر والنزاع بينها ، بما قد يعني تمديد الحرب والتوترات ؟

++ وفي الوقت الذي يتطلع فيه إلى وقف نهائي للحرب وإبعاد فعلي للميليشيات و أمراء الحرب وبدء مرحلة إعادة اعمار ليبيا ، فإن السؤال الكبير الذي يشغل كبار صناع القرار الاقتصادي والسياسي في تونس يهم ” مساهمة تونس في وضع اللمسات الأخيرة للتسوية السياسية في ليبيا “..وهل سوف يسمح لها بلعب دور في المؤتمر الاممي الحالي أم تكون مجرد ” مستضيف ” له ؟

..في كل الحالات قد يؤدي الانفراج قريبا في الشقيقة ليبيا إلى تحسين أوضاع شعبها وفتح آفاق جديدة في تونس وخاصة في ولايات الجنوب والوسط وفي العاصمة ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *