إيجاز صحفي حول العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل مع كبير المستشارين جاريد كوشنر

Englishوزارة الخارجية الأمريكية
إحاطة خاصة عبر الهاتف
جاريد كوشنر، كبير مستشاري رئيس الولايات المتحدة
17 آب/أغسطس 2020

 

مدير الحوار: مساء الخير للجميع من المكتب الإعلامي لوزارة الخارجية الأمريكية في لندن. أودّ أن أرحّب بالمشاركين المتصلين من الشرق الأوسط ومن جميع أنحاء العالم في هذا المؤتمر الصحفي القابل للنشر مع جاريد كوشنر، كبير مستشاري رئيس الولايات المتحدة.

اليوم، سيناقش كبير المستشارين كوشنر قضية إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل. سنبدأ إيجازنا اليوم بتصريحات افتتاحية من المستشار كوشنر، ثم نفتح باب الأسئلة.

والآن، سأحيل الكلام إلى كبير المستشارين كوشنر لبعض التصريحات الافتتاحية. سيدي، الكلمة لك.

كبير المستشارين كوشنر: شكراً جزيلاً لك وشكرًا للجميع على انضمامكم اليوم. يسعدني الردّ على أسئلتكم، لكنني سأبدأ بتقديم لمحة عامة سريعة بخصوص أين نحن الآن وكيف وصلنا إلى هنا. من الواضح أن هذا الإنجاز التاريخي هو أول اتفاق سلام في المنطقة منذ 26 عامًا، والثالث فقط في السبعين سنة الماضية مع إسرائيل. ولذا أعتقد أنه يعطي الكثير من الناس تفاؤلًا كبيرًا بأن الشرق الأوسط لا يجب أن يكون عالقًا في صراعات الماضي. وبفضل قيادة الرئيس ترامب، بدأنا في الجمع بين الأطراف المختلفة حول المصالح المشتركة والفرص المشتركة، والتهديدات المشتركة، ونأمل أن يؤدي هذا إلى دفعة جديدة كاملة من التقدم الذي يمكن أن يدفع المنطقة إلى الأمام.

إذا فكرتم في الحملة الانتخابية التي أدارها الرئيس ترامب، لوجدتم أن الشرق الأوسط كان يشكّل قضية كبيرة جدًا جدًا في المرة الأخيرة. كانت الصفقة الإيرانية قد وقعت لتوّها، وهو ما أزعج الكثير من الناس هنا في أمريكا. لم يتمكنوا من تمريرها في الكونغرس. لقد أعطوا الإيرانيين 150 مليار دولار، مليارات كثيرة من الدولارات، ومنحوهم سبيلا واسعًا للحصول على سلاح نووي. شعر الكثير من حلفاء أمريكا بالخيانة والعزلة بسبب الصفقة. وكان هنالك أيضا الكثير جدا من عدم الاستقرار، وقعت سوريا في الحرب الأهلية، كان العراق في حالة من الفوضى، واليمن كان في حالة من الفوضى، وليبيا كانت في حالة من الفوضى، وبعد ذلك كلّه كان تنظيم الدولة الإسلامية يصول ويجول وكان لديه خلافة بحجم ولاية أوهايو، حيث كانوا يقطعون رؤوس الصحفيين الأمريكيين ويخطّطون للعديد من التهديدات لأمريكا. كان لدينا أيضًا الكثير من المحتوى عبر الإنترنت الذي تمّ نشره لتشجيع التطرف بين الناس في جميع أصقاع المعمورة، وكان معظم ذلك المحتوى يأتي من الشرق الأوسط، ومن الشرق الأوسط أيضًا يأتي الكثير من التمويل.

كانت زيارة الرئيس ترامب الأولى كرئيس إلى الرياض، حيث جمع 54 من قادة الدول الإسلامية والعربية لوضع رؤيته لما يجب التعامل معه في الشرق الأوسط. بعد تلك الرحلة، ذهب إلى إسرائيل ثم ذهب لزيارة البابا في روما ليؤكد في خطابه أن الأديان الإبراهيمية الثلاثة بحاجة إلى العمل معًا على فرص مشتركة بدلا من المظلوميات القديمة، إذا أردنا المضي قدماً.

وضع الرئيس في خطابه أربعة أهداف رئيسية. الأول هو أن إيران مشكلة وأننا بحاجة إلى أن نتّحد جميعًا لتقييد عدوانهم، وقد اتخذنا منذ ذلك الحين خطوات كبيرة للقيام بذلك. الهدف الثاني كان بوضوح داعش، وكنا بحاجة إلى إحراز تقدم هناك، وهذا ما فعلناه. الهدف الثالث كان خوض معركة طويلة الأمد ضدّ التطرف والأشخاص الذين يستخدمون العقيدة الإسلامية لمحاولة زرع الدمار والتسبب في عدم الاستقرار، وذلك من خلال إساءة استخدام الدين للقيام بذلك. ومن المعروف أننا أطلقنا، في تلك الرحلة، مركز مكافحة تمويل الإرهاب ومركز مكافحة التطرف مع المملكة العربية السعودية، وخادم الحرمين الشريفين، وقد حقق كلا المركزين نجاحًا كبيرًا حيث رأينا مستوى التطرف يتراجع وحجم الأموال التي تذهب إلى الجماعات الإرهابية ينخفض. وأخيرا الهدف الرابع كان الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، والذي من الواضح أننا بذلنا جهودًا كبيرة بشأنه خلال الأشهر الأخيرة – على مدى السنوات الماضية.

لذلك إذا أخذتم ما حدث خلال العامين الماضيين وربطتموه معًا، لرأيتم أن الرئيس ترامب نقل العاصمة إلى القدس، واعترف بهضبة الجولان أنها اسرائيلية، وخرج من الصفقة الإيرانية، وأظهر للناس في المنطقة أنه يحافظ على وعده، ويعيد الثقة مع حلفائه، ويظهر أنه سيدافع عن الصواب وأن لديه وجهة نظر عن المنطقة تتماشى مع ما رآه الكثير من الناس حول مصدر المشاكل.

لقد قدنا مؤتمر وارسو حيث جمعنا رئيس الوزراء نتنياهو مع العديد من وزراء الخارجية العرب، حيث كانوا يتحدثون جميعًا على نفس الوتيرة حول التهديدات في المنطقة وكيف كان هناك قواسم مشتركة بين الدول أكبر مما كان الناس يعتقدون. ثم عقدنا المؤتمر الاقتصادي في البحرين حيث وضعنا رؤية للشعب الفلسطيني، حيث وضعنا خطة اقتصادية مفصلة للغاية بقيمة 50 مليار دولار لكيفية تحسين حياة الشعب الفلسطيني. ستضاعف تلك الخطة ناتجها المحلي الإجمالي، وتخلق مليون فرصة عمل جديدة، وتقلّل من معدل الفقر بنسبة 50٪. قاطع الفلسطينيون هذا المؤتمر بينما شارك الجميع، الأمر الذي غيّر بالفعل السردية في المنطقة بحيث بات الناس يتساءلون بشكل أساسي، “ما خطب القيادة الفلسطينية؟”

وأخيرًا، وضع الرئيس رؤيته للسلام في يناير من هذا العام. اعتقد الكثير من الناس أن الحلّ سيكون حلّ الدولة الواحدة. من خلال رؤية الرئيس، التي كانت تقوم على أساس حل الدولتين، وشملت أول خريطة يتفق عليها أحد الطرفين وتم طرحها علنًا في مفاوضات سلام، جعل إسرائيل توافق على التفاوض على أساس رؤية الرئيس، وتوافق على الخريطة، وتوافق على المضي قدما في إقامة دولة فلسطينية. كان هذا إنجازًا كبيرًا غيّر رأي الكثير من الناس في المنطقة حول جدية إسرائيل في تقديم تنازلات فعلية لحلّ هذا الصراع الطويل الأمد. لقد أظهر للاعبين الإقليميين الآخرين أن إسرائيل جادة وأن الوقت قد حان للمضي قدمًا في المنطقة.

بينما نمضي قدمًا في التطبيق – لتنفيذ الخطة وتطبيق السيادة الإسرائيلية على مناطق في الضفة الغربية، كانت الصفقة التي كنا نعمل عليها هي أن إسرائيل، مقابل ذلك، لن تتوسع أكثر في سيادتها. لذلك سنمنح تجميدًا لمدة أربع سنوات ولن تتجاوز إسرائيل خلالها حواجز ما اتفقنا عليه في الخطة، وبالتالي توفير فرصة إقامة دولة فلسطينية على مدى السنوات الأربع المقبلة. ذلك ما كنا نقترب من تحقيقه، لكن الكثير من الناس اعترضوا عليه. وبينما كنا نتحرك إلى الأمام، اعتقدت الإمارات العربية المتحدة أنه ربما من خلال إقامة علاقات مع إسرائيل والارتقاء بعلاقتهم إلى المستوى التالي، يمكنهم وقف ذلك ووقف إمكانية إدانة إسرائيل بسبب ذلك وإعطاء الشعب الفلسطيني الأمل في وجود فرصة لتسوية تفاوضية لا تزال مطروحة على الطاولة.

الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل قوتان أمنيتان وتكنولوجيتان واقتصاديتان، وأعتقد أننا سنبدأ في رؤية نمو هائل في التجارة بين البلدين. الإسرائيليون متحمّسون للغاية لأنهم يستطيعون الحصول على رحلات جوية أرخص الآن من خلال الطيران عبر دبي، وأنا أعلم أن الكثير من المسلمين متحمسون لأنه يمكنهم الآن السفر عبر دبي إلى تل أبيب للذهاب وزيارة المسجد الأقصى، والذي قالت إسرائيل أن ملك الأردن سيبقى هو الوصيّ عليه والذي سيكون مفتوحا الآن لجميع المسلمين. وسأقول إنه على مدى المائة عام الماضية على الأقل أو أكثر، استخدم المتطرفون موضوع المسجد لمحاولة زرع الانقسام والتطرف، ولكن كلما أمكننا حمل المسلمين على القدوم للصلاة في المسجد بحرية وبشكل سلمي، كلما أدرك عدد أكبر من الناس في جميع أنحاء العالم أن المسجد ليس عرضة للهجوم، وأنه مفتوح، ونأمل أن يقلل ذلك من التوتّر القائم بين إسرائيل والعالم الإسلامي على أساس بعض الانقسامات التاريخية المعادية للسامية التي كانت موجودة منذ زمن طويل جدا.

ومن الواضح، فيما يتعلّق بالمسألة بين إسرائيل والفلسطينيين، أن ذلك يمكن اختصاره في الواقع إلى نزاع على الأراضي. قدمت إسرائيل عرضا سخيا جدا لإقامة دولة ومقايضة للأراضي، والكرة هي حقا في ملعب الفلسطينيين الآن. ومن الواضح أننا نرحب بهم في أي وقت للحضور إلى طاولة المفاوضات. وأعتقد أن الرئيس ترامب قد نال ثقة الكثير من الشركاء الإقليميين، أكثر من أسلافه، وهذا ما مكّن من تحقيق هذا الإنجاز التاريخي للسلام.

ما سأقوله هو أنني كواحد من الأشخاص المتفائلين القلائل بشأن الشرق الأوسط خلال السنوات القليلة الماضية، فإن ما رأيته خلال الأيام الأربعة الماضية هو أن المزيد من الأشخاص تحوّلوا إلى التفاؤل بشأن الإمكانات. يبحث الناس عن جميع الفرص العظيمة التي يمكن أن توجد من خلال العمل معًا إذا تخلينا عن بعض صراعات الماضي وتوصلنا إلى كيفية صنع مستقبل أفضل وأكثر إشراقًا. لذلك نحن في غاية التفاؤل. نعتقد أنه سيكون هناك المزيد من العلاقات مع إسرائيل، ونعتقد أنه في مرحلة ما سيتمّ حل القضية الإسرائيلية-الفلسطينية الآن على أساس رؤية السلام. هناك مجال للتفاوض في ظلّ هذه الرؤية والرئيس ترامب مستعدّ للمشاركة في أي وقت لمحاولة حلها. لكنني أعيد مرّة أخرى، لن نركض خلف القيادة الفلسطينية. لقد تواصلنا معهم لنقول لهم بشكل أساسي إنهم إن كانوا يريدون الانخراط الآن، فسيتمّ تعليق السيادة الإسرائيلية على هذه المناطق. وقد قالوا إنهم سيعودون ويتفاوضون إذا حدث ذلك؛ والآن لقد حدث ذلك، لذلك سنرى ما يقرروا القيام به.

مرة أخرى، هناك الكثير من الأسباب للتفاؤل الآن في الشرق الأوسط، وهناك الكثير من الفرص الجيدة، وقد وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم من خلال قيادة الرئيس ترامب واستراتيجيته للمنطقة، والتي تغيرت بشكل كبير. الطريقة التي ينظر بها الناس إلى المنطقة غيرت ما هو ممكن في المنطقة، وسأقول إنه أيضًا أعدّ العدّة لتحقيق المزيد من الإنجازات الرائعة في الأشهر والسنوات المقبلة. لذلك نحن متفائلون تمامًا وأعتقد أنه لا يمكننا التقليل من أهمية هذا الإنجاز. لقد وصف توم فريدمان ما جرى بأنه زلزال ضرب المنطقة، ولكني آمل أن نكون قادرين على إنجاز الكثير لفترة طويلة حتى يتمكن الناس من التركيز أكثر على الفرص الاقتصادية وأقل على التطرف، والتركيز أكثر على كيف يمكننا أن نتّحد جميعًا كأديان مختلفة وشعوب متعدّدة للمضي قدماً بالمنطقة.

وبهذا يمكننا فتح باب الأسئلة.

مدير الحوار: شكرا لك، المستشار الأول كوشنر. سنبدأ الآن في قسم الأسئلة والأجوبة في مكالمة اليوم. يرجى ذكر الاسم واسم الوسيلة الإعلامية التي تمثلونها والاقتصار على سؤال واحد، متعلق بموضوع إيجاز اليوم. لقد تمّ دمجُ الأسئلة المقدمة مسبقًا في قائمة الانتظار. وبذلك، سنبدأ مع كانديس حاتم من بي بي سي عربي، وسؤالها هو: “كيف يمكن للإدارة الأمريكية ضمان تنفيذ الجانب الإسرائيلي لوقف عملية الضم كما نصت عليها الاتفاقية؟”

كبير المستشارين كوشنر: مرة أخرى، قمنا ببناء علاقة ثقة مع إسرائيل. الرئيس ترامب سمعتم في تصريحاته أنه ملتزم بتحميلهم المسؤولية إزاءها. وقد اتفقت إسرائيل معنا على أنهم لن يتقدّموا دون موافقتنا. ونحن لا نخطّط لمنح موافقتنا لبعض الوقت حيث يجب أن يكون التركيز الآن على تنفيذ اتفاقية السلام الجديدة هذه. نريد حقًا الحصول على أكبر قدر ممكن من التبادل بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، ونريد أن تركز إسرائيل على إنشاء علاقات وتحالفات جديدة.

مرة أخرى، تلك الأرض هي الأرض التي تسيطر عليها إسرائيل الآن، بصراحة تامة. إنها الأرض التي يعيش عليها الإسرائيليون، وهي لن تذهب إلى أي مكان. لا ينبغي أن يكون هناك أي إلحاح عليهم لتطبيق القانون الإسرائيلي. ولذا نعتقد أنهم سوف يلتزمون باتفاقهم. ومرة أخرى، لديهم ثقة مع الرئيس ترامب. لا أصدق [كلام غير مسموع] لأنه كان حليفًا كبيرًا لإسرائيل. وقال الكثير من الناس عندما نقلنا السفارة، “حسنًا، لماذا تفعلون ذلك من دون مقابل؟” وكان الرئيس ترامب يجيب، حسنًا، أولاً وقبل كل شيء، هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب عليك فعله ولا يجب أن تنال شيئا مقابل ذلك [كلام غير مسموع] باعتباره الوعد الذي قطعه على نفسه، وهو يفي بوعوده. وثمً ثالثًا، لقد حصل بالفعل على شيء لم يلتقطه الكثير من النقاد، وهو ثقة الجمهور الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية، وهذا شيء ثبت أنه ذو قيمة كبيرة. إنه يثق بهم ويثقون به، ولا نعتقد أنهم سوف يمضون قدمًا ضد الصفقة التي قمنا بها. وهم متحمسون للغاية بشأن السلام الذي لديهم الآن مع الإمارات العربية المتحدة وبشأن احتمالية تحقيق المزيد من السلام مستقبلا.

مدير الحوار: عظيم. سنأخذ سؤالنا الأول من الخط الإنجليزي من موناليزا فريحة من صحيفة النهار في لبنان  .

سؤال: (غير مسموع) لن يوافق رئيس الوزراء نتنياهو على خطته لضم الضفة الغربية؟

مدير الحوار: أنا آسف، لقد سمعت فقط الجزء الأخير من ذلك. هل تمانعين في التكرار؟

سؤال: هناك أي تأكيدات أو ضمانات بأن السيد رئيس الوزراء نتنياهو لن يستمر في مخطط ضمّ الضفة الغربية؟

كبير المستشارين كوشنر: نعم، لقد أعطانا تأكيدات بأنه لن يفعل ذلك دون موافقتنا، وهذا جيد بما فيه الكفاية بالنسبة لنا. إذن مرة أخرى، الكلام على الورق، في كثير من الأحيان، يكون أقل قيمة من الاتفاق بين الدول، والآن لدينا تفاهم وهذا التفاهم مبني على سنوات عديدة من الثقة والعلاقات. ولذا فإننا نعتقد أن هذا الاتفاق سوف يستمرّ، وهو لا يزال قائماً حتى الآن.

مدير الحوار: عظيم. سؤالنا التالي يأتي من الخط العربي، شوقي محمود من جريدة السياسة في الكويت. ويسأل: ما ردّكم على ما يقال عن الضغط الأمريكي على الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل؟

كبير المستشارين كوشنر: حسنًا، نحن لم نضغط. ستفعل البلدان ما هو في مصلحتها. الكويت لها تجربة سيئة مع الفلسطينيين، حقا. فعندما غزا العراق الكويت، وقف ياسر عرفات والفلسطينيون إلى جانب صدام حسين كما أعتقد، وبعد ذلك طردت الكويت 400 ألف فلسطيني. وها هم الآن وقد اتخذوا وجهة نظر راديكالية للغاية بشأن الصراع حتى الآن لصالح الفلسطينيين، ومن الواضح أن هذا لم يكن بنّاء للغاية.

ما نراه في المنطقة الآن هو أنه من مصلحة الكثير من هذه الدول إقامة علاقات مع إسرائيل، سواء من وجهة نظر أمنية أو اقتصادية. ومرة أخرى، نعتقد أن الدول ستفعل ما هو في مصلحتها. نحن على استعداد للمساعدة في تسهيل ذلك لأنه لم تكن هناك قنوات اتصال جيدة بين بعض هذه البلدان. وبينما توجد علاقة بين إسرائيل وبعض الدول، فإن الثقة ليست موجودة تمامًا لأن هذه علاقات جديدة، وما فعلناه خلال السنوات الماضية هو محاولة تسريع العلاقات وبناء الثقة، ومن ثمّ استخدمنا الثقة المشتركة التي تمكنت أمريكا من بنائها في محاولة أن نكون الوسيط لوضع اللمسات الأخيرة على الكثير من النقاط الدقيقة في هذه الاتفاقيات.

لذلك نعتقد أن الكثير من دول مجلس التعاون الخليجي سترغب في رؤية الأمور تسير قدما، وبصراحة تامة، فإن حياة الشعب الفلسطيني سوف تتحسن عندما يقرّر قادتهم أنهم يريدون إنهاء هذا الصراع، تماما. والآن، هناك عرض كامل على الطاولة؛ يمكن أن يكون لهم دولة فلسطينية، يمكنهم من حقّ تقرير المصير، يمكّنهم من التمتّع بالكرامة. وفيما يتعلّق بالمسجد، لقد تمّ حلّ هذه المشكلة بشكل عادل حيث أن ملك الأردن هو القيّم على المسجد، وباستطاعة المسلمين الذين يريدون القدوم والصلاة أن يفعلوا ذلك. لذلك يبدو أن هذه المشكلة تمّ حلّها إلى حدّ ما في هذه المرحلة. ثمّ فيما يتعلق بالقيادة الفلسطينية، يحتاجون فقط إلى الجلوس ووضع اللمسات الأخيرة على الخريطة، ومن ثمّ يصبح لدينا خطة اقتصادية كبيرة يمكننا التسريع فيها [غير مسموع] ضدّ الفساد ولكنهم بحاجة إلى إجراء بعض الإصلاحات للتأكد من وجود قضاء عادل. عندما عقدنا مؤتمر البحرين، كان هناك أشخاص يتجولون في الشوارع قائلين إن [غير مسموع] جميع رجال الأعمال الذين حضروا المؤتمر. ولذا فهو ليس حقًا مجتمعًا اقتصاديًا حرًا وعادلاً عندما لا يمتلك الناس القدرة على التعبير عن آرائهم. وبالتالي، إذا كنت ترغب في جذب مستثمرين دوليين للدخول ومساعدة الشعب الفلسطيني، فلا بدّ أن يكون لديك بيئة مؤيدة للأعمال التجارية وداعمة للنمو وتتمتع بالشفافية، بحيث يقتنع المستثمرون بأن استثماراتهم لن يتم تدميرها بسبب الحروب والمناوشات.

لذلك أعتقد أننا قريبون جدًا من تحقيق الكثير من الإنجازات في المنطقة، وأعتقد أن الكثير من دول مجلس التعاون الخليجي ترغب في تحقيق إنجازات، لكن نهج الرئيس ترامب لم يكن الضغط على الناس. لا يمكنك فعل ذلك – الهدف هو أنه إذا كنت تصنع السلام ولديك علاقات، فأنت تريد أن تستمر هذه العلاقات وأن تدوم.

والعلاقة التي تقوم على الضغط ليست علاقة قابلة للاستمرار. نفضّل المساعدة في بناء قدرات الناس – جمع الناس ببعضهم وبناء هذه العلاقات على المصالح المشتركة والتهديدات المشتركة حتى يعرف القادة من كلا البلدين أنهم يشاركون معًا حتى يتمكنوا من الحفاظ على أمن مواطنيهم ومنحهم المزيد من الفرص الاقتصادية، وهذا هو الأساس الصحيح الذي يجب أن تُبنى عليه هذه العلاقات، وليس على أساس الضغط.

مدير الحوار: حسنًا، لدينا وقت لسؤالين آخرين. سنأخذ السؤال التالي من الخط الإنجليزي: جوزيف حبوش من العربية.

سؤال: شكرا لهذا اللقاء. أود أن أسأل، كيف تؤثر اتفاقية السلام الأخيرة وما سبقها على الاستقرار في المنطقة، خاصة أن اثنتين من الدول المتاخمة لإسرائيل – وهما لبنان وسوريا – واقعتان تحت التأثير الإيراني، وأن مصير العراق معلق، وهو أيضًا بلد استثمرت فيه طهران عبر وكلائها وميليشياتها؟ هل ترى تحولاً في المدّ ضدّ إيران في المنطقة؟ شكرا لك.

كبير المستشارين كوشنر: حسنًا، هذا سؤال رائع. حتى صحيفة نيويورك تايمز اليوم لديها قصة كبيرة حول كيف تخسر إيران الشارع في المنطقة، وأعتقد أن هذا يجيب عن ذلك. مرة أخرى، إسرائيل هي كبش فداء مناسب للغاية، أليس كذلك. على مدى السنوات العديدة الماضية، استخدم الكثير من القادة في المنطقة إسرائيل كمصدر إلهاء لصرف انتباه جماهيرهم عن أوجه القصور في أوطانهم. وما تراه الآن هو أنه مع كون دولة إسرائيل ليست القضية الرئيسية في المنطقة على مدى السنوات القليلة الماضية، يدرك الناس أن هناك المزيد من عدم الاستقرار وهناك تهديدات لهم بسبب طهران. يعني لم تسقط صواريخ إسرائيلية في السعودية، لكن الصواريخ الإيرانية هي التي سقطت على السعودية. لم تسقط صواريخ إسرائيلية في الإمارات، ولكن الصواريخ الإيرانية سقطت هناك. لا يوجد وكلاء لإسرائيل يعملون على زعزعة استقرار سوريا ولبنان. الميليشيات المدعومة من إيران هي التي تزعزع استقرار اليمن وسوريا ولبنان.

وهكذا أعتقد أن الناس في المنطقة بدأوا يرون ذلك بشكل أكبر خلال السنوات الماضية، وهناك ردّ فعلٍ كبيرٌ في هذه البلدان ضدّ النفوذ الإيراني. وسيتعيّن على إيران في مرحلة ما اتخاذ قرار، وهذا القرار هو التركيز على تحسين حياة شعبكم، والتوقف عن محاولة أن تكونوا [غير مسموع] مع جميع جيرانك. عليكم أن تتوقفوا عن لعب هذه الألعاب القديمة. توقفوا عن محاولة تصدير الإرهاب والتطرف. وإذا فعلوا ذلك، فسوف تعود المنطقة لاحتضانهم. أما إذا [غير مسموع] هناك منطقة تركز على المستقبل إذا كانت هذه المشاحنات القديمة التي غالبًا ما يستغلها المتطرفون لا تزال موجودة. هذا هو السبب في أن من مصلحة هذه الدول ترتيب علاقاتها مع إسرائيل وعدم السماح لهذه الجهات السيئة باستغلال هذه الانقسامات التي، بصراحة تامة، لا ينبغي أن تكون موجودة.

وهكذا فقد تغيرت مكانة إيران في المنطقة بشكل كبير. لقد تغير وضعهم المالي بشكل كبير بفضل قيادة الرئيس ترامب وإنهائه الصفقة وفرض العقوبات، وأعتقد أن ذلك سيستمرّ. وكلما اجتمعت الدول، مثل إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ودول أخرى، سيكون من الصعب على إيران زرع الفتن بينها كما فعلت لسنوات. لقد استغلت إيران على الدوام الانقسامات في المنطقة، وإذا فكرتم من ذا الذي لا يريد فعلا أن تعقد المملكة العربية السعودية وإسرائيل اتفاقية سلام، فستجد أن ذلك الطرف هو إيران. ولكنني أعتقد أن هذا ربما يكون الشيء الصحيح الذي يجب القيام به وأنه أمر حتمي وسيكون جيدًا جدًا للأعمال السعودية وسيكون جيدًا جدًا للدفاع السعودي، وأعتقد بصراحة تامة أن هذا سيساعد أيضًا الشعب الفلسطيني لأنه كلما تحسّنت علاقات إسرائيل مع الدول العربية، زادت قدرتنا على القيام بأشياء، هي نوع من أنواع الاستثمارات المشتركة والمشتركة لتحسين حياة الشعب الفلسطيني.

مدير الحوار: حسنًا. سؤالنا الأخير من بندر الورثان من صحيفة اليوم السعودية، يسأل: “هل يمكننا معرفة المزيد عن التعاون الأمريكي السعودي بشأن خطط السلام في الشرق الأوسط؟”

كوشنر: أنا آسف، هل تمانع في إعادة السؤال من فضلك؟

مدير الحوار: نعم، يسأل بندر الورثان من جريدة اليوم السعودية، “هل يمكننا سماع المزيد عن التعاون الأمريكي السعودي بشأن خطط السلام في الشرق الأوسط؟”

كبير المستشارين كوشنر: لقد أجريت الكثير من المناقشات الآن مع محمد بن سلمان حول هذا الموضوع، ثم أيضًا مع الملك سلمان حول هذا الموضوع. للشعب الفلسطيني وقضيته مكانة عالية في قلب الملك سلمان، وكذلك ولي العهد محمد بن سلمان. وما قالاه بشكل أساسي هو أنهما يريدان رؤية المملكة العربية السعودية تتقدم في المنطقة. إنهما لا يحبان عدم الاستقرار. لكنهما يريدان أيضا أن يريا الشعب الفلسطيني يتمتع بدولة وبفرص اقتصادية، ويودّان أن يريا حلّا لهذه المشكلة.

وقد أصدرت المملكة العربية السعودية بيانًا إيجابيًا للغاية عندما طرحنا رؤيتنا للسلام دعت فيه الطرفين إلى التفاوض على ذلك الأساس، وأعتقد أن كلا من [غير مسموع] يشعر بخيبة أمل من الطريقة التي لعبت فيها القيادة الفلسطينية دورها، ويبدو أنه مهما غيّرت في الاقتراح الذي تقدّمه، فلديهم نفس نقاط الحديث الهجومية التي يقولها أتباعهم، وبصراحة تامة، أشعر أن العالم قد بدأ في حجب الضوضاء التي تخرج من هناك لأنه ما يقولونه يمكن التنبؤ به دائما وغير منطقي. لقد عقدنا مؤتمرا لاستثمار 50 مليار دولار – في فلسطين –للاقتصاد الفلسطيني، وانتقدونا. لقد وضعنا خطة تتضمن أساسًا دولة فلسطينية وأعطيناهم معظم ما يريدون، وانتقدونا. لقد عقدنا صفقة سلام في المنطقة وانتقدونا. أعتقد فقط أن مصداقيتهم تنخفض حقًا إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، وحتى الأشخاص الذين يريدون مساعدة الفلسطينيين يرون جيدا أنه لا يمكنك مساعدة الأشخاص الذين لا يريدون مساعدة أنفسهم.

وبصراحة تامة، هناك الكثير من الإحباط في المنطقة من القيادة الفلسطينية، ليس فقط من قبل الشعب الفلسطيني؛ وإنما أيضًا من حلفائهم التقليديين، وذلك لأنهم إما عالقون في الماضي أو لا يريدون صنع السلام أو ربما لديهم خطة لا يستطيع أحد منا اكتشافها. لكني لا أرى كيف تؤدي أفعالهم الحالية إلى حياة أفضل للشعب الفلسطيني. وبصراحة تامة، أعتقد أن القادة في العالم العربي، يريدون فقط رؤية الشعب الفلسطيني – يريدون أن يروا هذا الأمر وقد تم حلّه. في الماضي، كان الكثير من القادة العرب ينظرون إلى هذا الصراع على أنه بيدق، لكن في الوقت الحالي لديك الكثير من القادة الذين يريدون حله حتى نتمكن من المضي قدمًا.

مدير الحوار: حسناً. والآن سأطلب من كبير المستشارين كوشنر إلقاء كلمة ختامية.

كبير المستشارين كوشنر: ممتاز. هذا كل ما في الأمر. شكرًا جزيلاً لكم، ومرة ​​أخرى، دعونا نتفاءل جميعًا. دعونا نأمل أن نتمكن من إحداث المزيد من التغيير. والشيء الوحيد الذي سأطلبه منكم جميعًا هو ذلك – لديكم الكثير من الأشخاص الذين يستخدمون نقاط الحديث المتعبة أو الذين يشتكون. عندما يطرحون هذه النقاط، كنت أسألهم، حسنًا، ما هو الحل؟ ما هو الطريق إلى الأمام؟ لقد قضينا الكثير من الوقت في هذا الملف. لقد تحدثنا إلى الجميع. لقد استمعنا كثيرًا. لقد وضعنا بالفعل خطة شاملة للسلام وكيفية المضي بالأمور إلى الأمام. ولدينا الآن بلدان تعمل على جَسر الانقسامات.

لن تكون هذه المنطقة عظيمة حقًا – حتى يتمّ حل هذه القضايا. المنطقة لديها الكثير من الإمكانات. لديها موارد طبيعية. لديها سكان مبتكرون. سكانها من الشباب. نحن بحاجة إلى جعل هذه البلدان مترابطة مع بعضها البعض ونحتاج إلى أخذ سرطانات الصراع وإخراجها من المنطقة. لكن لسوء الحظ، ما دام ثمّة من يسمح لبعض هؤلاء القادة وهذه المجموعات باستغلال الانقسام، فإن هذا سيستمرّ في إعاقة المنطقة عن تحقيق إمكاناتها الحقيقية، وسيؤدي ذلك إلى منع عشرات الملايين من الشباب من الشرق الأوسط من تحقيق الإمكانات التي لديهم.

لذلك هذا وقت تاريخي. قيادة الرئيس ترامب واستراتيجيته تؤتي ثمارها. وسنستمرّ في تعزيز التزامنا من أجل إحراز تقدم نحو عالم أكثر سلامًا وأمانًا وازدهارًا. شكرا لكم.

مدير الحوار: حسنًا. بهذا ينتهي إيجاز اليوم. أود أن أشكر كبير المستشارين كوشنر على انضمامه إلينا وأشكر جميع المتصلين لدينا على المشاركة. إذا كان لديك أي أسئلة حول مكالمة اليوم، يمكنك التواصل مع المكتب الإعلامي لوزارة الخارجية الأمريكية في لندن عبر LondonHub@state.gov. شكرا جزيلا. أتمنى لكم يوما سعيدا.

كبير المستشارين كوشنر: شكرًا لكم. إلى اللقاء.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *