دعا رئيس الجمهورية قيس سعيد، إلى “الانتقال من الشرعية الدولية في ليبيا إلى شرعية ليبية ليبية، تعبر عن إرادة شعبنا في ليبيا”، مضيفا: “كان المنطلق في القضية الليبية (هو) الامتثال للشرعية الدولية، التي تبقى بطبيعة الحال هي المرجع، ولكن لا يمكن أن تستمر هذه الشرعية الدولية دون نهاية”.

وقال سعيد، في كلمة له بمناسبة العام الجديد، الثلاثاء، إن مرجع بلاده بشأن النزاع في الجارة ليبيا هو “القانون، وليس أزيز الطائرات”، مؤكدا أنه “تم السعي في الآونة الأخيرة إلى جمع الفرقاء في ليبيا على كلمة سواء، حقنا للدماء، لأن ما يؤذيهم يؤذينا، وما يفرحهم يفرحنا”.

 

وأصدر سعيد، الأسبوع الماضي، “إعلان تونس للسلام”، عقب اجتماعه بمجموعة من النخب وممثلي المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية.

وتابع سعيد: “قد يُكتب لهذه المبادرة النجاح أو بعض النجاح وقد تتعثر، ولكن ستبقى تونس ثابتة على نفس المبادئ، فالمرجع هو القانون، وليس أزيز الطائرات وطلقات المدافع وزخات الرصاص”.

ودعا الإعلان الليبيين للجلوس إلى مائدة الحوار، للتوصل إلى صيغة توافقية للخروج من الأزمة الراهنة، ضمن الاتفاق السياسي الداخلي، واحترام الشرعية الدوليّة.

وبشأن ثوابت السياسة الخارجية التونسية، قال سعيد: “نستقبل العام الجديد بثوابت لا مجال للزيغ عنها، فأرضنا وسماؤنا وبحارنا لا سيادة فيها إلا للدولة التونسية وحدها”.

ومنذ 4 أفريل الماضي، ينازع خليفة حفتر، حكومة الوفاق الليبية، المعترف بها دوليًا، على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط.

وأجهض حفتر جهودا كانت تبذلها الأمم المتحدة لعقد مؤتمر حوار بين الليبيين، بشنه، منذ أفريل الماضي، هجوما متعثرا للسيطرة على العاصمة طرابلس (غربا)، مقر الحكومة الليبية.

وتتهم الحكومة الليبية دولا إقليمية بدعم حفتر بطائرات تشن غارات على طرابلس؛ ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، فضلا عن أضرار مادية.

وأضاف: “كرامتنا الوطنية وسيادتنا لن تكون أبدًا موضوعًا قابلا للنقاش، وستبقى تونس وسيبقى الشعب التونسي مناصرا لكل القضايا العادلة، وأول قضية، بل أول حق ينتصر له الشعب التونسي، هو الحق الفلسطيني في أرض فلسطين، وعاصمة فلسطين هي القدس الشريف”.‎

وتابع: “حاول الكثيرون، ولكن دون جدوى في السنوات الماضية، إخراج هذا الحق (الفلسطيني) من دائرة اهتمام المواطن العربي، ولكن لم يفلح هؤلاء أبدا”.

وتعتبر إسرائيل مدينة القدس المحتلة، بشقيها الشرقي والغربي، عاصمة موحدة وأبدية لها، وتعمل على طمس هويتها، عبر إجراءات تهويدية مكثفة.

بينما يتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة، منذ عام 1967.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *