أعلنت إيران ضخ الغاز في أجهزة الطرد المركزي في مفاعل فوردو في إطار تقليص التزاماتها بالاتفاق النووي، كخطوة أولى لبدء عملية تخصيب اليورانيوم بنسبة 4.5%، وذلك بحضور مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

المتحدث باسم الوكالة الايرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي أعلن أن عملية تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو ستبدأ السبت بعد انتهاء عمليات ضخ الغاز. مرحلة الضخ كانت قد بدأت يوم أمس بعد نقل الغاز من نطنز إلى فوردو بحضور ممثلين عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

تؤكّد إيران أنّ لديها حالياً ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى  20%، لكن إذا نفد مخزونها فيمكنها إنتاجه وفقاً للاتفاق النووي، كما أن تنشيطها لمفاعل فوردو يعد عملاً مشروعاُ بحسب البنود التي ينص عليها الاتفاق النووي.
ومن جديد تمهل طهران الدول الباقية في الاتفاق النووي شهرين إضافيين لتلبية مطالبها، وإلا فإنها لن تتردد أبداً في اتخاذ خطوة خامسة تحمل الكثير من المفاجآت -يقول مراقبون.
الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قال إن خروج إيران من الاتفاق النووي يشكّل تحولاً عميقاً وعلى الجميع مواجهة العواقب، مضيفاً أن الأسابيع المقبلة ستكرسٌ لزيادة الضغط على طهران للعودة إلى إطار الاتفاق، والذي، بحسب ماكرون، يجب أن يكون مصحوباً أيضاً بخفض بعض العقوبات للعودة إلى توازن عام في الاتفاق النووي.

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رفض تحميل طهران كامل المسؤولية عن فشل تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة، وأشار في مؤتمر صحافي إلى أن آلية دعم التبادل التجاري مع إيران لا تزال على الورق فقط، وأن هذه الآلية أوجدها الأوربيون للتحايل على العقوبات الأميركية غير القانونية المفروضة على إيران.

وأشار لافروف إلى أن الولايات المتحدة لم تخرق التزاماتها فقط بانتهاك القانون الدولي منذ إعلانها الخروج من الاتفاق النووي، بل منعت أيضاً جميع الدول الأخرى من تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة.

الرئيس حسن روحاني يشير إلى مهلة شهرين أمام أوروبا قبل الخطوة الخامسة، من غير تعويل كبير على جديّة أوروبية في الانتقال إلى إجراءات عملية. 

وبعد الخطوة الإيرانية، يسأل مراقبون عمّا إذا كانت هذه الخطوة تمهد لخطوة خامسة لاحقة أكثر دلالة على مضي إيران إلى سقوف عالية، لكنها ربما تقرع جرس الإنذار أمام المماطلة الأوروبية.

في المقابل، اعتبرت وزارة الخارجية الأميركية توسع إيران في أنشطة تخصيب اليورانيوم تحدياً لالتزاماتها النووية الأساسية وخطوة كبيرة في الاتجاه الخاطئ متهمة إياها بـ “الابتزاز النووي”.
الخارجية الأميركية أكّدت مواصلة الضغوط القصوى على طهران حتى تتخلى عن أفعالها المزعزعة للاستقرار بما في ذلك الأنشطة المتصلة بالانتشار النووي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *