رغم استمرار أزمة الكشف عن “مرتزقة” روس يقاتلون في صفوف قوات اللواء الليبي، خليفة حفتر ضد قوات حكومة الوفاق الليبية، إلا أن موسكو وجهت دعوة لرئيس الحكومة الليبية، لحضور القمة “الروسية-الإفريقية” ما طرح تساؤلات عن دلالة وأهداف هذه الخطوة من قبل “الكرملين”.

ووجهت روسيا دعوة إلى رئيس حكومة الوفاق، فائز السراج، للمشاركة في القمة الروسية الأفريقية، المقرر عقدها في الرابع والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري في مدينة “سوتشي” الروسية، وسط تأكيدات من قبل الخارجية الليبية عن تواصلها مع نظيرتها الروسية للاتفاق على الترتيبات الخاصة بالأمر”.

وجاءت هذه الدعوة في الوقت الذي تم فيه الكشف عن مقتل مجموعة من “مرتزقة” شركة “فاغنر” الروسية كانت تقاتل في صفوف قوات “حفتر”، وكذلك اتهام عدة دول غربية على رأسهم “أميركا” لموسكو بقيامها إرسال مرتزقة إلى ليبيا، محملة إياهم المسؤولية عن زعزعة الوضع في الحقول النفطية خلال العام الماضي، وأنه قبل عام، أرسلت روسيا العشرات من أفراد القوات الخاصة والمدربين العسكريين لدعم قوات “حفتر” وتدريبهم وإمدادهم بالأسلحة”، وفق عدة تقارير صحفية.

وطرحت الدعوة المتزامنة مع الكشف عن “مرتزقة” روس، عدة تساؤلات من قبيل: هل تغازل “موسكو” حكومة السراج من أجل غلق ملف المرتزقة؟ وهل تستغل الحكومة هذا الأمر للضغط على “بوتين” من أجل الابتعاد عن “حفتر”؟

“تهدئة واضطرار روسي”
الناشط والأكاديمي الليبي، مفتاح شتوان، رأى أن “روسيا مضطرة لدعوة حكومة الوفاق دون غيرها كون هذه الحكومة وبحسب القرارات الدولية هي الحكومة الشرعية الوحيدة المعترف بها، ولهذا فالاتحاد الإفريقي والمنظمات الدولية تعترف بشرعية هذه الحكومة دون غيرها في ليبيا”.

وأوضح في تصريحات لـ”عربي21” أنه “قد يكون من ضمن أهداف الروس في هذا اللقاء هو إنكار حكومة “موسكو” لعلاقتها أو علمها بالمرتزقة الروس، والعمل على تهدئة الموقف وعدم نشر تفاصيل أكبر عن الحادثة خاصة وأن بعض الأسرى من هؤلاء المرتزقة لازالوا لدى حكومة الوفاق”، كما أشار.

وحول تجاوب الحكومة مع هذه الدعوة، قال شتوان: “أعتقد أنها ستستجيب كون هذا نهج تم الاتفاق عليه وإقراره في كل لقاءات الحكومة بالنخب والمكونات المختلفة في المناطق الغربية بضرورة المشاركة في اللقاءات الدولية”، كما قال.

لقاء بوتين
بدوره قال المدون الليبي، فرج فركاش إن “روسيا ظاهريا مستمرة في الالتزام بقرارات مجلس الأمن ومنها الاعتراف بحكومة الوفاق والدعوة جاءت في هذا الإطار، لكن موضوع المرتزقة الروس سيلقي بظلاله على العلاقات اللليبية الروسية، وعلى “السراج” اغتنام الفرصة وطرح الأمر وجه لوجه مع السلطات الروسية”.

وأشار في تصريحات لـ”عربي21” إلى أن “ترتيب لقاء مباشر للسراج مع الرئيس “بوتين” هو ما سيكتب النجاح لهذه الزيارة، وإلا فالزيارة ستكون مجرد مجاملات لتبييض وجه “روسيا” أمام العالم، لذا إن لم يكن هناك لقاء وإقناع “بوتين” بكبح جماح شركة “فاغنر” وإخراجها من الصراع، فالأفضل ألا يذهب “السراج” وليكتفي بإرسال وزير خارجيته”، وفق تقديراته.

فرصة “السراج”
الباحث السياسي الليبي، علي أبو زيد أكد أن “الزيارة بمثابة فرصة للسراج ليتواصل مع موسكو ويحاول استمالتهم إليه، خاصة أن الخارجية الليبية لم تحاول التواصل بشكل جاد مع الروس مما أتاح فرصة أكبر لحفتر ليتواصل ويوطد علاقته مع روسيا”.

وتابع: “وأعتقد أن السراج وخارجيته مطالبون بشدة أن يتواصلوا مع الروس وأعتقد أن الاستعانة بالأتراك في هذا الصدد قد يمهد لهم المجال لتقريب وجهات النظر مع موسكو واستمالتها”، كما قال لـ”عربي21“.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *