++  المشهد السياسى الجديد رهين نتايج الانتخابات البرلمانية
++  التمرد على الاحزاب قد يشل البرلمان ويمنع تشكيل الحكومة
++  تصعيد غير ََمسبوق واتهامات متبادلة بالضلوع في الفساد والاستبداد
كمال بن يونس/6 أكتوبر 2019
 
 
تتواصل عمليات الاقتراع لانتخاب أعضاء البرلمان التونسي الجديد.. وسط تصعيد سياسي غير مسبوق واتهامات متبادلة بالضلوع في الفساد المالي والاستبداد بين الأطراف المشاركة في الحكم منذ ثورة يناير 2011 والسياسيين “الشعبويبن” الذين انقسموا الي تياربن :أحدهما مناصر للمرشح الحقوقي المستقل في الرياسيات قيس سعيد والثاني انحاز الي رجل الأعمال والاعلام صاحب قناة نسمة التلفزية الموقوف منذ أغسطس الماضي بتهم تهريب الأموال وتبييضها والتهرب الحبايي لكن انصاره في التشريعية يعتبرونه” زعيما جديدا للعلمانيبن والحداثيين” ضد “الهجمة السلفية الشعبوية”.. 
 
. وكان الاقتراع لعضوية البرلمان فتح يوم الجمعة في مختلف دول العالم، امام اكثر من نصف مليون تونسي في المهجر لاختيار 18 عضوا يمثلونهم من بين ال217 عضوا يشارك اكثر من 6 ملايين ناخب مقيم داخل البلاد في اختيارهم بوم الأحد 6 أكتوبر من بين اكثر من 15 الف مترشحا ينتمون الي اكثر من مايتي حزب وعشرات القايمات الحزبية والمستقلة.
 
لوبيات المال و النقابات و القضاة 
 
وقد صعدت الأطراف السياسية وزعامات القايمات المستقلة والشبابية لهجتها في اليوم الاخير من حملتها الانتخابية واقحمت  القضاء والنقابات ولوليات المال والاعمال ونجوم الفن والرياضة والاعلام تحسبا للمفاجات التي قد تبوح بها صناديق الإقتراع خلال الأيام القادمة. 
كما تطور استقبال الرييس التونسي الموقت محمد الناصر من جهة وزعيم حزب النهضة راشد الغنوشي وزعيم حزب تحيا تونس يوسف الشاهد من جهة ثانية وفودا من المثقفين والرياضيين والاعلاميين والأطباء.. الي ورقة مزايدات وتبادل للاتهامات.. و حملات التشكيك والاتهامات بالممارسات الشعبوية والاقصايية.. 
. وتكشف اغلب تصريحات السياسيين في الحكم والمعارضة ان الانتخابات البرلمانية سوف تكون حاسمة و مصيرية قولا وفعلا بالنسبة “للاستثنا الديمقراطي التونسي” وللمستقبل السياسي لكبار صناع القرار في البلاد وخاصة اولايك الذين انخرطوا بقوة في السباق وفي الحملات الانتخابية.. وغامروا بالترشح لعضوية البرلمان رغم حدة التنافس و  ترشح اكثر من ثلاثين قايمة في كل دايرة انتخابية مع ما يعنيه ذاك من تشرذم الأنصار والأصوات ومخاطر قيام تحالفات في الكواليس بإسقاط بعض “كبار” المرشحين والمرشحات وبينهم شخصيات اعتبارية يسارية واسلامية ونقابية وليبيرالية.. 
 
تخوفات من سلوكيات الشباب 
 
وقد أعرب عدد كبير من المثقفين والمحللين السياسيين، مثل رييس الحكومة زعيم حزب تحيا تونس  يوسف الشاهد والسفير السابق سالم الفراتي والمدير التنفيذي لحزب ندا تونس خالد شوكات والقيادي في حركة النهضة رييس الحكومة السابق على العريض ، عن تخوفات من أن ينحاز غالبية الشباب والناخبين الي المرشحين المستقلين “الشعبويين” على حساب قايمات الاحزاب التي لديها حضور في كل الدواير الانتخابية ال33. 
وذهب قياديون في حركة النهضة بينهم زعيمها راشد الغنوشي الذي يرأس قايمة حركته في العاصمة تونس مع عدد من المقربين اليه الي حد التحذير من “الخيانة الوطنية” في صورة عدم التصويت “للمرشحين الأوفياء لخط الثورة والتغيير وخاصة لمناضلي حركة النهضة وانصار السيد قيس سعيد”.. كما اعتبر المحامي والوزير السابق سمير ديلو ان “التصويت للقايمات المستقلة سيعني ضياع الاصوات وانتصار من وصفهم برموز الفساد والاستبداد والرشوة والتهريب.. بالرغم من إجماع كل استطلاعات الرأي على كون القايمات المستقلة قد تحصد اكثر من ثلث المقاعد في البرلمان القادم.. 
 
التعاون مع الفاسدين و اليسار التطرف 
 
وسار في نفس التوجه وزير العدل السابق القيادي في النهضة نور الدين البحيري الذي اتهم الناخبين الذين لن يصوتوا لقايمات حركته في الانتخابات البرلمانية وللحقوقي قيس سعيد في الرياسية بالتعاون مع الفاسدين ورموز النظام السابق واليسار المتطرف الذين اتهموهم  لمحاولة دفع البلاد نحو الفوضي والعنف والحرب الأهلية حسب تعبيره. 
وقد تعرض هذا الخطاب الي انتقادات قطاع عريض من السياسيين اليساريبن والمستقلين و الناخبين العلمانيين المعارضين للبحيري َورفاق. ه
كما اتهم عدد من السياسيين وللمثقفين العلمانيين   قياديبن في حركة النهضة بالتحالف في الكواليس مع بعض القايمات المستقلة  وخاصة منها “الشعبوبة” و”السلفية” بزعامة ايمة جوامع “متشددين” ومحامين وشباب يترشحون بدورهم في كل الدواير الانتخابية، بينهم خطيب الجامع الكبير في مدينة صفاقس ثاني اكبر المدن التونسية، 270كلم حنوبيالعزثمة تونس، 
الشيخ رضا الجوادي. 
 
ائتلاف الكرامة ؟؟
 
وتوقعت اغلب استطلاعات الرأي فوز هذه القايمات التي سمت نفسها “ايتلاف الكرامة”  بالمرتبة الثانية او الثالثة في الانتخابات البرلمانية.
 وكان زعيم هذا الايتلاف المحامي الشاب المستقل سيف الدين مخلوف فاز بالمرتبة السابعة في الدور الأول في الانتخابات الرياسية من بين 26 مترشحا. وفاز بالمراتب الأولى والثانية والثالثة في محافظات الجنوب التونسي الذي كان اكبر خزان انتخابي لحزب النهضة في 2011 و 2014.
و قد برز مخلوف في الأعوام القليلة الماضية بدفاعه عن الموقوفين السلفيين والشباب المتهم بالارهاب وجمع حوله عددا من الغاضبين من الخط السياسي لقيادات حركة النهضة الذين تحالفو ا منذ 2013 مع رموز النظام السابق والحزب الحاكم في عهد بن علي.بزعامة الباجي قايد السبسي  .
 كما تبني مخلوف خطابا دغدع المنشقين عن حركة النهضة و الأوسط الشعبية بسبب كثرة انتقاداته ورفاقه للاستعماريبن الجدد ولمن يصفونهم بالفاسدين والمرتشين داخل أجهزة الدولة والنقابات بما في لك النقابات العمالية. 
 
النقابات ضد “الميليشيات” 
 
وقد رد قادة اتحاد نقابات العمال بشدة على تصريحات مخلوف ََََوَرفاقه و وصفوهم ب”ميليشيات حماية الثوزة” الذين اتهموهم بالتورط في العنف والإرهاب الفكري والسياسي عامي 2012 و 2013. 
لكن أنصار مخلوف تابعوا انتقاداتهم لبعض النقابيبن الذين حملونم مسؤولية الازمة الاقتصادية الاجتماعية و الاف الاضطرابات والاعتصامات التي تشهدها البلاد منذ 9 أعوام وخاصة في قطاعات التربية والتعليم والفوسفاط والنقل العمومي والصحة.. 
و تدخل امين عام نقابات العمال نور الدين الطبوبي وكبار مساعديه وانتقدوا سيف الدين مخلوف ََورفاقه ولوحوا بوقفة نقابية كبيرة ضدهم وضد عودة التيار السلفي للمشهد السياسي التونسي من بوابة الانتخابات و البرلمان.. وتحريك “الميليشيات الثورجية”.. 
 
ضغوطات و ضغوطات 
 
في نفس الوقت تعرض المرشح المستقل قيس سعيد الي ضغوطات ََََمن قبل عدد كبير من المثقفين اليساريبن والحقوقيين والاعلاميين العلمانيين، مثل عصام الشابي زعيم الحزب الجمهوري ومحمد عبو زعيم حزب التيار الديمقراطي والصحفية امال بالحاج والجامعية سلوي الشرفي، حتي من ايتلاف الكرامة بزعامة سيف الدين مخلوف و السلفيين في قايماته البرلمانية. 
وقد استجاب قيس سعيد لتلك الضغوطات  وتبرا من كل القايمات المستقلة والحزبية التي تنتسب اليه وترفع شعار :”انتخبوا قايمتنا في التشريعية وقايمة قيس سعيد في الرياسية” وأعلن سعيد مجددا انه يشكر كل من دعمه ورحب بانتخاب غالبية شباب تونس له. لكنه تمسك  باستقلاليته عن كل الأحزاب والاطراف السياسية.. 
 
 

ملفات أمنية و ملفات قضائية 
 
لكن الأخطر من كل هذا وذاك قد يكون استخدام اغلب الأطراف في سباقها الانتخابي نحو البرلمان وقصر الحكومة في القصبة ملفات أمنية وقضايية قديمة واخرى جديدة.. تهدف الي توجيه ضربة قاضية الي الخصم.. 
أنصار يوسف الشاهد وحزبه تحيا تونس وحركة النهضة والقايمات المستقلة القريبة منها صعدت حملتها ضد نبيل القروي وحزبه مع اتهامهما بالفساد والتحضير لاجهاض المسار الديمقراطي والاستثنا التونسي والربيع العربي نهاييا.. 
في المقابل استانفت مجموعات من اليساريبن والموالين للحزب الحاكم قبل ثورة 2011 رفع قضايا عدلية أمنية مرحبا ضد قيادات حركة النهضة و شركايها السابقين في الحكم.. بما في ذلك اتهامات بالضلوع في الإرهاب والعنف وقتل المعارضين شكري بلعيد  محمد الإبراهيمي عام 2013..
 “كما استانفت قيادات دستورية ويسارية تحركاتها للمطالبة بحظر من تصنفهم أحزاب” الإسلام السياسي “.. بينما توقع راشد الغنوشي ورفاقه في حملتهم الانتخابية ان تسفر الانتخابات البرلمانية الجديدة عن ازاحة اليساريبن المتطرفين ورموز النظام السابق.. 
مزايدات.. و مزايدات معاكسة.. استعدادا للانتخابات الحسم.. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *