عزيزة بن عمر – منية العيادي…

تُعد قارة إفريقيا ذات أهمية عالمية متزايدة في ظل ما تمتلكه من موارد طبيعية كبيرة، و موارد بشرية هائلة، ما يجعلها دائمًا محطّ أنظار العديد من دول العالم و الشركات متعددة الجنسيات التي تسعى لاستغلال تلك الموارد، وهو ما يفتح الباب واسعًا أمام محاولة استشراف مستقبلها من خلال رصد وتحليل الجوانب الاقتصادية، جنبًا إلى جنب مع الجوانب السياسية و الاجتماعية، من أجل وضع رؤية متكاملة يمكن من خلالها تَلَمُّس مسارات التنمية الشاملة بها.

و تأكيدا لذلك فقد قدم الباحث في العلاقات الدولية و عضو مجلس الشباب العربي الافريقي البشير الجويني مداخلة خلال ندوة “” التحديات الديمقراطية و الأمنية و التنموية في تونس و أفريقيا “” التي انتظمت الخميس بالعاصمة من قبل منتدى ابن رشد للدراسات و منتدى المبادرات الأفريقية و المنتدى المتوسطي ضد العنف و التطرف و الاتجار في البشر و شارك فيها مسؤولون و خبراء و حقوقيون و عسكريون و مختصون في الدراسات الاقتصادية و الجيوستراتيجية في تونس و أوروبا و إفريقيا و الدول المغاربية و العربية ، مداخلة قدم فيها مؤشرات هامة مفادها أن الحديث عن القارة الإفريقية، باعتبارها صورة للفقر والصراع، هو حديث لم يعد واقعيًّا أو معبرًا بشكل كامل. وفي مقابل ذلك، يمكن الإشارة إليها باعتبارها “القارة الصاعدة”.
على الرغم من وجود العديد من التحديّات التي تعوق التنمية؛ إلا أن ذلك لا ينفي وجود فرص كبيرة لإحراز تقدم أكثر من أي وقت مضى، سواء كان ذلك بالنسبة للسكان المحليين في القارة، أو حتى للأجانب الذين يريدون الاستثمار فيها، ليس فقط لوجود ثروات هائلة، لكن أيضًا لوجود مليار مستهلك غير مُستَغلَّين في ظل تضاعف عدد الأفارقة من 229 مليون نسمة في عام 1950 إلى 1,2 مليار نسمة اليوم.

و من المتوقع أن يتضاعف هذا العدد إلى 2,5 مليار نسمة بحلول عام 2050، بما يعادل ربع سكان العالم. وسوف تشكل القارة الإفريقية وحدها 65% من معدل النمو السكاني العالمي خلال السنوات الخمس والثلاثين القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *