في البلاد هناك العديد من الصور للموجعين وللمظلومين وللذين يعيشون في أوضاع سيئة وصعبة وموغلة في الألم والفقر والخصاصة وتطوف بين الناس فترى الحزن في أعينهم والبؤس يعلو محياهم والاحتياج بارزا في كل أحوالهم، وتعلو نبرات أصواتهم مطالبة الحكومة والإتلاف الحاكم بتحمل مسؤوليتها والاستجابة لمطالبهم وإيجاد حلول لها فلا تملك إلا الإنحاء أمام مشروعية هذه الهموم المتراكمة والمتمثلة في العديد من الملفات الحارقة منها تدهور القدرة الشرائية للمواطن والارتفاع الجنوني للأسعار وتدني الخدمات و عدم توفر مواطن شغل كافية لامتصاص البطالة والتقليص من شرورها وانعكاساتها القاتلة والتي دفعت بأكبادنا وأهالينا إلى الحرقة وإلى الموت ،فهذه الصور الحزينة لتونس هي حقيقة لا غبار عليها ويتحدث عنها كل يوم الجميع بدون رتوش وبتوسع ونحتاج اليوم إلى رئيس جمهورية يؤسس لأوضاع مشرقة وجميلة في هذا البلد لان بلادنا تواجه صعوبات في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي تؤثر سلبا على كل شرائح المجتمع.

وتُتيح الانتخابات الرئاسية القادمة موعدا تاريخيا جديدا للتونسيات والتونسيين لتكريس سيادتهم وتغيير أوضاعهموفرصة لتذكيرنا بان بلادنا حققت منجزات هامة في المجال السياسي و راكمت تجربة هامة في مجال التداول السلمي على السلطة من خلال التأسيس لنظام ديمقراطي تعدديبما جعلها نموذجا فريدا في المنطقة. وتحتاج اليوم لتدعيم البناء الديمقراطي والحكم المحلي وتعزيز مناخ الحريات ودفع الخيار الديمقراطي ، لتركيز منوالا تنمويا جديدا وعادلا يمرّ عبر الانتقال الحاسم إلى منظومة اقتصادية أكثر إنصافا وشفافية تكافئ المجتهد والمبتكر وتدمج كل الفئات والجهات في الدورة الاقتصادية. وفي هذا السياق المترشح للرئاسة عليه إحداث التغيير الجذري المطلوب في المجال الاقتصادي والاجتماعي على غرار ما أنجز في المجال السياسي

1 ــ دفع الحكومة للعمل على تشغيل أصحاب الشّهائد والرفع من الأداء الاقتصادي ،وذلك عبر تحديث الفلاحة والصناعة وتطوير الاقتصاد الرقمي وتصدير الخدمات ذات القيمة المضافة العالية.
2 ـ الاستثمار في الموارد البشرية وفي الفئات الناشئة والشابّة من خلال تطوير المرافق العمومية، على غرار التربية والتكوين والصحة،للنهوض بجودتها وفق أحسن المواصفات.
3- العمل على بلورة مخططاتتنموية مندمجة تعتمد على تخصص الجهات وفق ميزاتها التفاضلية وعلى سياسات اجتماعيةشفافة وناجعة.
4 ـ إرساء دعائم دولة عادلة وقوية تقوم على الحوكمةالناجعة، بما يضمن المساواة في الفرص والمنافسة النزيهة، من خلال تحديث نظم عمل مؤسسات الدولة وأساليب عملها وبناء قدراتها البشرية والتنظيمية

فالغبار المثار من أكثر من جهة يدعونا الى اليقظة والانتباه حتى لا نضيع الاتجاه الصحيح ونثبت البوصلة على الأهداف الكبرى الموجه لإدارة الشأن العام ولتجاوز ما هو مرحلي وظرفي في اتجاه ما هو استراتجي وبعيد المدى ولابد من الوعي وبرغم المظاهر السلبية وتراكم عزوف عموم الشعب عن مجالات الفعل المدني و تنامي الانطباع وحتى الشعور عند المواطنين بان لا فائدة ترجي من الديمقراطية والحريّة لا بد من استكمال انجاح تجربتنا في الانتقال الديمقراطي وذلك عبر دعم المنجز السياسي واستكمال بناء المؤسسات الدستورية والمحافظة وتثبيت وتدعيم كل المكاسب السياسية والدستورية التي حققت خلال هذه السنوات الماضية ، فقد نندم شديد الندم لو حلت بين أظهرنا عصا غليظة وحكما مطلقا ونفقد التميز الوحيد الذي يحسب لنا عند البلدان الديمقراطية والمتقدمة ويعذر لنا أخطاؤنا وهفواتنا وبطئنا وتعثرنا في تحقيق التنمية الشاملة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *