تتصاعد الأحداث سريعا في جنوب لبنان، بعدما أعلن حزب الله تدمير آلية عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي رد بقصف جنوب لبنان بـ 40 قذيفة صاروخية حسب وكالة الأنباء الفرنسية.

و أعلن حزب الله، أمس الأحد، تدمير الآلية في منطقة أفيفيم قرب الحدود الجنوبية للبنان، مشيرا إلى سقوط قتلى و جرحى، و ذلك بعد شن طائرتين إسرائيليتين مسيرتين هجوما على سورية، مما أسفر عن مقتل اثنين من عناصره، فيما أكدت مصادر داخل الحزب إمكانية وجود «رد ثان»، وفق الوكالة.

 

قصف إسرائيلي

و أعلن الجيش اللبناني أن القوات الإسرائيلية أطلقت أكثر من «40 قذيفة صاروخية» على جنوب البلاد ردا على استهداف حزب الله آلية عسكرية إسرائيلية.

و قال الجيش في بيان «استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدات مارون الراس، عيترون ويارون بأكثر من 40 قذيفة صاروخية عنقودية وحارقة، مما أدى إلى اندلاع حرائق». 

و طلب رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري، الأحد، من واشنطن وباريس التدخل إزاء التصعيد الأخير. وقالت باريس إنها تتابع التطورات «بقلق». وأوردت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية أن «فرنسا تكثف الاتصالات في المنطقة منذ حوادث 25 أغسطس بهدف تفادي التصعيد»، لافتة إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «تشاور مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الإيراني حسن روحاني في الأيام الأخيرة».

و قال مسؤول في الخارجية الأميركية إن «الولايات المتحدة تدعم بالكامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، على حزب الله أن يمتنع عن أعمال معادية من شأنها تهديد أمن لبنان واستقراره وسيادته. هذا الأمر مثال آخر على دور وكلاء إيران المزعزع للاستقرار، عبر تقويض السلام والأمن في المنطقة».

و رد الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، على التصريحات الأميركية، بأن سياسات حزب الله تهدف إلى حماية مصالح لبنان.

و أضاف: «حزب الله يتمتع بدعم شعبي كبير في لبنان.. معاقبة حزب الله للنظام الصهيوني هي رد بالمثل يُظهر تصميم جبهة المقاومة على مواجهة التهديدات»، حسب وكالة الأنباء رويترز. 

وناشدت قوة المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) جميع الأطراف «ضبط النفس»، فيما أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس «قلقه الشديد» من هذه الأحداث، داعيا الأطراف إلى «أقصى درجات ضبط النفس»، وحضهم «على وقف أنشطتهم التي تنتهك القرار 1701 وتُعرّض للخطر وقف الأعمال القتالية بين البلدين».

 

بداية الصراع

 

وشن حزب الله هجومه بعد وقت قصير من غارات إسرائيلية استهدفت منزلا لمقاتلين من حزب الله قرب دمشق، مساء السبت الماضي، مما أسفر عن مقتل اثنين منهما، هما زبيب وضاهر.

وتوعد حزب الله بالتصعيد أكثر، ردا على الهجومين الإسرائيليين، وقال أمينه العام حسن نصر الله مساء السبت إن «الموضوع بالنسبة لنا ليس رد اعتبار إنما يرتبط بتثبيت معادلات وتثبيت قواعد الاشتباك وتثبيت منطق الحماية للبلد». وأضاف «يجب أن يدفع الإسرائيلي ثمن اعتدائه»، معلنا: «استهداف المسيرات الإسرائيلية التي غالبا ما تحلق في الأجواء اللبنانية».

وفي مؤشر إلى أن التهدئة قد تكون موقتة، تحدث مصدر قريب من حزب الله، الأحد، عن فرضية «رد ثان» من جانب التنظيم، مضيفا «لم يحصل الرد بعد، لكنه سيتم عبر مواجهة الطائرات المسيرة الإسرائيلية».

وكان حزب الله استهدف في العامين 2015 و2016 آليات عسكرية إسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة ردا على غارات إسرائيلية استهدفت مقاتليه في محافظة القنيطرة السورية.

وإثر هجوم الضاحية، اعتبر حزب الله أن ذلك يُعد «أول خرق كبير وواضح لقواعد الاشتباك التي أُسست بعد حرب تموز 2006» التي اندلعت إثر إقدام الحزب على أسر جنديين إسرائيليين في 12 يوليو. فردت إسرائيل بهجوم مدمر استمر 33 يوما. ولم تنجح في تحقيق هدفها المعلن في القضاء على حزب الله، مما أظهر الأخير في نهاية الحرب داخليا بموقع المنتصر.

وانتهت الحرب بصدور القرار الدولي 1701 الذي أرسى وقفا للأعمال الحربية بين لبنان وإسرائيل، وعزز من انتشار قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *