منية العيادي- عزيزة بن عمر

 

نظم منتدى ابن رشد للدراسات و رابطة تونس للثقافة و التعدد ندوة فكرية حول الجامعة التونسية أواخر السبعينات و مطلع الثمانينات و قضايا التحرر الاجتماعي و الوطني و التغيير السياسي و ذلك بمناسبة أربعينية الزعيم الطلابي و الحقوقي والناشط السياسي الدكتور عبد الرؤوف بولعابي بحضور شخصيات وطنية عايشت الفقيد من بينهم الاساتذة الازهر عبعاب و الصادق الصغيري و عبد العزيز التميمي وكمال بن يونس وعبد الرؤوف الماجري و عبد المنعم ادريس و بنعيسى الدمني واالفاضل البلدي و الطيب الواريري و جلال بدر و علي الغرسلي و إضافة إلى المفكر و الأستاذ الجامعي احميدة النيفر الذين قدموا شهادات على التيار الشبابي و الحراك الجامعي أواخر السبعينات و مطلع الثمانينات من القرن الماضي.

و قد أدار هذه الندوة العلمية الاستاذ كمال بن بونس رئيس منتدى ابن رشد للدراسات و قدم لها بورقة علمية أورد فيها بالخصوص أن النخب الطلابية و الشبابية و النقابية التونسية لعبت في مرحلتي الكفاح الوطني و بناء الدولة الوطنية الحديثة دورا مركزيا في تقديم ” رؤيا” Vision لصناع القرار في مؤسسسات الحكم والمعارضة والمجتمع المدني . وقد تأثرت النخب في الستينات ومطلع السبعينات بالتيارات اليسارية الماركسية واالقومية بزعامة قادةة حركة ” افاق ” وبعض الحركات القومية العربية . ثم تاثرت في موفى السبعينات ثم في االثمانيينات بالاتجاه الاسلامي في الحركة الطلابية وبالحراك الشبابي الاسلامي والنقابي الوطني في البلاد وبحركة الديمقراطيين الاشتراكيين بزعامة أحمد المستيري .

L’image contient peut-être : 1 personne

وخصصت مداخلة الاستاذ احميدة النيفر للابعاد الثقافية و الفكرية للحراك الشبابي و الثقافي الاسلامي و الديمقراطي في تونس منذ موفى الستينات واشار الى كونه تاثر بالتيارات القومية العربية خلال دراسته في سوريا ثم بالحراك الشبابي الديمقراطي اليساري في فرنسا التي اوضح كيف انه عايش فيها حراك ماي 1968 .

L’image contient peut-être : une personne ou plus et personnes assises

وقدم الاستاذ الصادق الصغيري قراءة لظاهرة تهميش الجهات الداخلية ومن بينها منطقة تالة القصرين التي انحدر منها عبد االرؤوف بولعابي وعدد من رفاقه ثم منطقة ضواحي منزل بورقيبة وبنزرت وتونس العاصمة حيث كثر النازحون من المناطق الداخلية مما ساهم في بروز الحركات الشبابية الاجتماعية الاحتجاجية . وكان والد عبد الرؤوب بولعابي نزح مع عائلته من تالة الى ضواحي منزل بورقيبة حيث اشتغل في احد مصانعها .

L’image contient peut-être : 2 personnes

وقدم الاستاذ الازهر عبعاب شهادة عن محطات في نضال عبد الرؤوف بولعابي الجيل التاسيسي الثاني للحراك الشبابي الاسلامي في تونس قبل محاكمات 1981 وبعدها ثم في المهجر وخاصة في فرنسا.

وتوقف عبعاب عند بعض المحطات النضاالية في مسيرة بولعابي ورفاقه وخاصة في مرحلة النضالات الطلابية والشبابية من اجال اصلاح نظام الامتحانات والدراسة في 1981 . كما تعرض الى مسيرة بولعابي ورفاقه في فرنسا بما في ذلك عندما اصدروا نشرية ” الارادة ” واصدر منافسوهم نشرية ” الرسالة “.

L’image contient peut-être : 1 personne, assis

و قدم عبد العزيز التميمي مداخلة تضمنت شهادات وتقييما لطور التاسيس للحراك الشبابي والنقابي الطلابي والتلمذي والوطني اواخر السبعينات ومطلع الثمانينات بزعامة عبد الرؤوف بولعابي ونخبة من رفاقه .

L’image contient peut-être : 2 personnes, personnes assises

و تناول الكلمة عدد من الحاضرين فقدموا بدورهم شهادات و ملاحظات عن دور الجامعة التونسية في العقدود الاخيرة من القرن الماضي ودورها الوطني والنقابي والسياسي.

L’image contient peut-être : 1 personne, assis et intérieur

L’image contient peut-être : 7 personnes, personnes souriantes

L’image contient peut-être : 4 personnes, mariage et intérieur

و واكب ئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الجزء الاخير من الندوة . والقى مداخلة اورد فيها بالخصوص أن عبد الرؤوف بولعابي كان مناضلا متعدد الأبعاد نشأ طالبا و مناظلا سياسيا و مثل الجيل الجديد الذي انتقل بالتيار الاسلامي من المطالبة بقاعات صلاة في المؤسسات الجامعية إلى الصراع السياسي و الإيديولوجي مع بقية التيارات السياسية في الجامعة وفي البلاد.

L’image contient peut-être : 1 personne, assis

L’image contient peut-être : 2 personnes, personnes debout et costume

 

من هو عبد الرؤوف بولعابي ؟

عبد الرؤوف بولعابي هو سياسي تونسي و أحد مؤسسي الجماعة الإسلامية ثم حركة الاتجاه الإسلامي (حركة النهضة لاحقا) ولد في 2 ديسمبر 1955 و توفي في 15 جوان 2019 في باريس.نشط في صفوف الجماعة الإسلامية في السبعينات، و أشرف فيها على مجلس الجامعة بين 1978 و 1981، ثم تولى عضوية المكتب التنفيذي و كان نائبا لرئيسها راشد الغنوشي، إلا أنه بعد انكشافها من قبل السلطات في 5 ديسمبر 1980، ترأس الجماعة الإسلامية بين ديسمبر 1980 و أبريل 1981. سنة 1981، غادر البلاد إلى فرنسا كلاجئ سياسي، حيث تحصل على الدكتوراه في علم الاجتماع السياسي من السوربون سنة 1994، وكان عنوان بحثه بالفرنسية “شرعية السلطة في التقليد الإسلامي”، و أطره المؤرخ الفرنسي دومينيك سوردال. تولى كذلك إدارة المعهد العالي للعلوم الإسلامية بباريس.

و عبد الرؤوف بولعابي الذي اعتبر زعيما طلابيا رمزا توفي بعد أعوام من الصراع مع المرض في فرنسا التي لجأ إليها منذ جوان 1981 بسبب موجة القمع الأولى التي استهدفت 120 من مؤسسي “الاتجاه الإسلامي في الجامعة” و في المعاهد الثانوية و القادة التاريخيين لـ “حزب حركة الاتجاه الإسلامي” بسبب دورهم في تنظيم مسيرات شعبية ضخمة و إضرابات نقابية سياسية حول قضايا تونسية و عربية و دولية في شوارع أغلب المدن التونسية ما بين 1978 و 1981.

 

دفن بولعابي في مدينة منزل بورقيبة شمالي غربي العاصمة بحضور مئات من رفاقه القدامي بينهم زعيم حركة “النهضة” راشد الغنوشي و رئيس الحكومة السابق علي العريض و عدد من الشخصيات الوطنية.كان عبد الرؤوف بولعابي أول رئيس للحركة بعد زعيمها المؤسس راشد الغنوشي، بعد أن اكتشفت مصالح البوليس السياسي في موفى 1980 وثائق تتضمن تفاصيل “التنظيم السري” و الهيكلة و قائمة القياديين خارج الجامعة.

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *