صور انزال القوات الخاصة للحرس الثوري الإيراني فوق ناقلة النفط البريطانية قرب مضيق هرمز و اقتياد طاقمها نحو المياه الاقليمية الإيرانية ارعب الانقليز و جلب لهم المذلة بعد ايام من احتجازهم ناقلة نفط ايرانية في مضيق جبل طارق ،، و قال أحد المحللين البريطانيين لصحيفة the Observer ان ذلك العمل كان بسبب رعونة وزير الخارجية المنحاز لسياسات ترامب ، و بريطانيا اليوم غير مؤهلة للانخراط في الصراعات الدولية نظرا لاوضاعها الداخلية الصعبة مع قرب الانتخابات .

قبل ايام اسقطت الدفاعات الجوية الايرانية طائرة تجسس امريكية دون طيار وهي الاغلى في سلاح الجو الأمريكي ،، و مما زاد في ارباك الامريكان و ترامب ان منظومة الدفاع الجوي التي استعملتها إيران محلية الصنع و متطورة جدا حيث لم تستعمل مثلا منظومة اس 300 الروسية التي تملكها وهو ما يؤكد تطور الصناعات العسكرية الإيرانية .

عجز ترامب عن الرد خوفا من التورط في حرب شاملة ليعلن قبل يومين عن اسقاط طائرة ايرانية مسيرة ،، نفت ايران الخبر ثم بث الحرس الثوري صورا دقيقة لمدمّرة امريكية التقطتها تلك الطائرة المسيرة مما جعل بعض مسؤولي الكنغرس يهاجمون الرئيس و يدعونه الى التوقف عن التصريحات غير المسؤولة .

تريد ايران ان تقول للقور الكبرى و العالم انها شرطي الخليج و قوته الضاربة و ان كل شيء تحت مراقبتها ،، وهو امر كثف محاولات الاوروبيين للتهدئة و انقاذ الاتفاق النووي لانهم لا يثقون بترامب الذي مارس عليهم عقوبات تجارية قبل عام .

ترامب يهدد و يزمجر و يرسل البوارج الحربية لكنه لا يحارب ،، وهي السياسة نفسها التي اتبعها مع كوريا الشمالية قبل ان يصبح صديقا لكيم جونغ و يزور الخط الفاصل بين الكوريتين . التهديد جزء من المفاوضات السياسية و الايرانيون بارعون في السياسة بل الفرس هم الذين علموا العالم السياسة .وهاهم يواجهون التهديد بالتحدي و الاستعداد للحرب ،، و اوراق ايران كثيرة فلها حلفاء في المنطقة و قد توسع نطاق الحرب وهو ما عبّر عنه زعيم حزب الله حسن نصر الله و الذي هدد بتدمير اسرائيل ، كما لهم الحوثيون في اليمن و لهم قوات في سوريا و الحشد الشعبي في العراق .. ايران تتحدى و السعودية التي تنفق الاف المليارات على التسلح تستدعي القوات الامريكية لحمايتها من جماعة الحوثي .

لكن ، من اين لإيران كل هذه القوة ؟

ايران دولة ذات سيادة و ديمقراطية لها حكومة وطنية و تستثمر ثرواتها لتطوير البلد ،، ايران تمتلك التقنية النووية الدقيقة و توظفها في المجال الطبي كما تكثف تجاربها لإنتاج لقاحات ضد الأمراض المستعصية ،، ايران تصنع السيارات (كل السيارات الادارية محلية الصنع) و تصنع السفن و الطائرات و الغواصات و امتلكت كل مكونات تكنولوجيا الصواريخ و استثمرت ادمغتها و الكفاءات التي جلبتها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في بناء منظومة دفاع جوي متطورة نظرا لتفوق أعدائها في هذا المجال و استخلصت العبر من الحروب التي دارت في الشرق الاوسط .
تعلم ايران ان العالم لا يفهم سوى لغة القوة و لا يحترم سوى الأقوياء لذلك تتحدى الولايات المتحدة و بريطانيا ،، و الدولة القوية يكون لها امتداد في محيطها للتأثير و الاستثمار ،،
انتقدت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ذات مرة ايران في الامم المتحدة بسبب تدخلها في العراق ، رد عليها وزير الخارجية كمال خرازي : “لم أر في حياتي أكثر وقاحة من الامريكان ، يأتون من آلاف الكيلومترات لاحتلال العراق و يلوموننا على التدخل في هذا البلد وهو جار لنا “لم.
ليت العرب يتعلمون من إيران .

كاتب و محلل سياسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *