تنطلق اليوم، بمقاطعة الأمم المتحدة و روسيا و الصين و الجانب الفلسطيني، جلسات ورشة البحرين في العاصمة البحرينية المنامة، بالتزامن مع تظاهرات وحالة رفض شعبي وحزبي في العديد من الدول العربية و الخارج، وحضور رسمي عربي باهت.

و عم صباح اليوم الثلاثاء، إضراب شامل في مناطق قطاع غزة كافة، رفضا و تنديدا بـ”ورشة البحرين” التي دعت إليها أمريكا، و رفضا لأي قرارات أو مخرجات قد تصدر عنها.

و دعت الفصائل والقوى الوطنية الإسلامية في القطاع الشعب الفلسطيني، إلى الإضراب والتعبير عن الرفض الشعبي للورشة ومخرجاتها.

و سبق أن أعلنت الأمم المتحدة عدم مشاركتها بالورشة، كما جاء على لسان ناطقها فرحان حق، كذلك أعلن دبلوماسيون صينيون وروس في الأراضي المحتلة عدم مشاركتهم وإبلاغ السلطة الفلسطينية بذلك .

ويعقد اليوم الثلاثاء، مسؤولون عرب وغربيون جلسات بحث ضمن ورشة البحرين الهادفة لبحث الجانب الاقتصادي لخطة سلام أميركية لحل القضية الفلسطينية، سيغيب عنها بالكامل ملفات القضايا السياسية الجوهرية .

ويشكّل المؤتمر الذي سيعقد برئاسة جاريد كوشنير، مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره، وتبدا فعالياتها بعشاء بفندق فخم بالعاصمة البحرينية، فرصة لعرض خطة السلام التي طال انتظارها لحل النزاع، وقال المسؤولون الأميركيون إنّها تتضمّن شقّاً سياسيا سيعلن لاحقا، فيما تزايدت التوقعات من لدن سياسيين ورسميين عرب واوروبيين وحتى إسرائيليين بضعف قدرة الورشة على تقديم أي جديد .

وتقترح الخطة جذب استثمارات تتجاوز قيمتها خمسين مليار دولار لصالح الفلسطينيين وإيجاد مليون فرصة عمل لهم ومضاعفة إجمالي ناتجهم المحلّي، ويمتد تنفيذها على عشرة أعوام.

وفي هذا الصدد، قلل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بمؤتمر صحفي عقده امس الثلاثاء في رام الله، من قدرة المشاركين على تحويل المبالغ المطروحة لواقع عملي ملموس مشككا بقدرة الورشة على توفير ما ستسفر عنه من وعود مالية، وصفها بـ”الكاذبة”.

وكان عباس صرح الأحد أن الفلسطينيين “”لن يكونوا عبيدا أو خداما” لكوشنر أو الفريق الأميركي.

وأضاف “مشروع المنامة هو من أجل قضايا اقتصادية، ونحن بحاجة الى الاقتصاد والمال والمساعدات، لكن قبل كل شيء هناك حل سياسي، وعندما نطبق حل الدولتين ودولة فلسطينية على حدود 67 بحسب قرارات الشرعية الدولية، عندها نقول للعالم ساعدونا”.

وسيشارك في المؤتمر وزراء مالية من دول خليجية بالإضافة إلى وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين والمديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد.

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية الإثنين إن “محتوى الورشة الأميركية في العاصمة البحرينية المنامة هزيل، والتمثيل فيها ضعيف ومخرجاتها ستكون عقيمة”.

وتابع “ما تحاول إسرائيل والولايات المتحدة القيام به ببساطة هو تطبيع العلاقات مع العرب على حساب الفلسطينيين. وهذا أمر لا نقبل به”.

وشهدت عدة مدن فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة احتجاجات شارك فيها المئات معبرين عن رفضهم للمؤتمر الاقتصادي.

 

و تؤكد إدارة ترامب أنه سيتم الكشف عن الجانب السياسي من الخطة لاحقا هذه السنة، ربما في نوفمبر بعد الانتخابات المرتقبة في إسرائيل وتشكيل الحكومة الجديدة.

وألمح مسؤولون أميركيون إلى أنّ الخطة المرتقبة لن تتطرّق إلى قيام دولة فلسطينية مستقلّة.

و كرّر وزراء المالية العرب الأحد التزام الدول الأعضاء في الجامعة العربية بدعم موازنة السلطة الفلسطينية بمبلغ مئة مليون دولار أميركي شهريا.

و قال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير إن ورشة البحرين “لا تتعلق بشراء السلام”.

و أضاف لصحيفة “لوموند” الفرنسية أن الأمر “لا يتعلق أبدا بإجبار الفلسطينيين على قبول اتفاق لا يعجبهم وربط الأمر بقبول شيء مقابل الحصول على شيء آخر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *