يتجدد الحديث عن مضيق هرمز، الواقع بين إيران وسلطنة عمان، كلما تصاعد التوتر في المنطقة الخليجية نظرا للأهمية الإستراتيجية البالغة لهذا المعبر الرئيسي في مجال تجارة النفط العالمية. وبحكم هذه الأهمية، لا تتردد إيران المشرفة على إدارته مع سلطنة عمان في التهديد بإغلاقه في وجه سفن الشحن الإقليمية أو الدولية. فما أهمية مضيق هرمز؟ وما نسبة إسهامه في اقتصاد النفط؟ الإجابة بالنص والصور والفيديو.

“الوضع في الخليج متوتر، متى لم يكن الوضع لدينا كذلك! نملك في خليجنا ستين في المئة من احتياطي العالم من النفط، ويبلغ الاحتياط النفطي المؤكد لدينا في الخليج حوالي 650 مليار برميل”. هذا التعبير الدال الواضح يعود للكاتب خالد أحمد الصالح، وجاء في مقال نشرته الخميس صحيفة “الراي” الكويتية في نسختها الإلكترونية.

فقد تجدد التصعيد والتهديد في المنطقة الخليجية في بداية الأسبوع بعد تعرض ناقلتي نفط سعوديتين الإثنين لـ “هجوم تخريبي” قبالة سواحل الإمارات، وذلك غداة تعرض سفن شحن تجارية من عدة جنسيات لأعمال “تخريبية” أيضا في المياه الإماراتية قبالة إيران.

واتهمت السعودية الخميس إيران بإعطاء الأوامر للحوثيين بمهاجمة منشآتها النفطية قرب الرياض بطائرات من دون طيار.

ويتركز هذا التصعيد الدائر أساسا بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وحليفتيها السعودية والإمارات من جهة ثانية، حول نقطة معبر رئيسية في اقتصاد النفط العالمي: مضيق هرمز. فإذا كان الخليج يملك ستين في المئة من احتياطي العالم من النفط، فإن المضيق الواقع بين إيران وسلطة عمان تعبر منه يوميا ما لا يقل عن 30 في المئة من كمية النفط المنقول من هذه المنطقة لاقتصادات إلى كبرى دول آسيا وفي مقدمتها الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية.

استهداف سفن تجارية إماراتية.. ما الهدف من وراء التصعيد الجديد في الخليج؟

ولا يمر النفط من بلدان الخليج لأسواق آسيا فحسب، بل المضيق شريان حيوي أيضا بالنسبة للأسواق الأوروبية والأمريكية. ولهذا السبب، فقد صنفته واشنطن بين أبرز ممرين للنفط في العالم إلى جانب مضيق ملكا (أو ملقا) الواقع في جنوب شرق آسيا، وبالتحديد بين ماليزيا وجزيرة سومطرة الإندونيسية.

ما أهمية مضيق هرمز؟
فهو بالتالي مهم أيضا لمنتجي النفط في الشرق الأوسط، وأبرزهم السعودية والإمارات وإيران والكويت والعراق. فلا تتردد إيران، والتي تشترك مع سلطة عمان في إدارة المضيق، بإغلاقه في وجه سفن الشحن كرد منها للنشاط الأمريكي في المنطقة، ما سيؤدي إلى تقلص جحم العرض الخام ونشوب أزمة وانكماش اقتصادي عالميين.

ويقع مضيق هرمز في أقصى مياه الخليج العربي، بين إيران شمالا وعمان والإمارات جنوبا. ولا يتعدى عرضه 60 كيلومترا وعمقه لا يزيد عن 60 مترا. وبحسب بعض التقارير، يمر منه تقريبا كل إنتاج قطر من الغاز الطبيعي المسال.

ونظرا لعمقه المتواضع، فإن السفن التي تأتي من المحيط الهندي مضطرة للعبور من ممر مائي بين جزيرتي قوان وراس دوبة العمانيتين، قبالة شبه جزيرة مسندم، قبل أن تدخل في ممر ثان تتخلله ثلاث جزر هي طنب الصغرى، طنب الكبرى وأبو موسا. وتفرض إيران سلطتها على هذه الجزر منذ عام 1971، إلا أن الإمارات تقول إنها تابعة لها.

مضيق هرمز مصدر توتر مستمر في الشرق الأوسط
وتعبر عبر مضيق هرمز يوميا نحو ثلاثين سفينة شحن محملة بالنفط من بلدان الخليج باتجاه الأسواق الآسيوية أساسا. وبحسب توقعات الخبراء، فإن إغلاقه سيتسبب في فقدان نحو عشرة ملايين برميل من النفط يوميا من السوق العالمية. كما أن ذلك سيتسبب في أزمة تجارية حادة بالنسبة لدول الخليج التي تعتمد اقتصاداتها على المحروقات.

وقد أعلنت الرياض الإثنين تعرض ناقلتي نفط سعوديتين لـ “هجوم تخريبي” قبالة السواحل الإماراتية، وذلك غداة إعلان أبوظبي تعرض أربع سفن شحن تجارية من عدة جنسيات لـ “عمليات تخريبية” في مياهها، في شرق إمارة الفجيرة.

ويتمتع ميناء الفجيرة بموقع إستراتيجي يتيح للإمارات تصدير النفط من دون المرور بمضيق هرمز، ومن ثم ضمان حركة التصدير في حال حصول أي توترات إقليمية.

طلعت مسلم، خبير إستراتيجي: المناورات الإيرانية في مضيق هرمز
وبحكم ميثاق الأمم المتحدة حول حقوق البحر المبرم في 1982، يعتبر مضيق هرمز ممرا دوليا يتيح حق العبور لكل السفن فضلا عن جنسيتها.

ونشرت الولايات المتحدة عدة قواعد عسكرية في الشرق الأوسط، إذ تستضيف البحرين الأسطول البحري الخامس فيما تحتضن قطر أكبر قاعدة أمريكية بالخليج. من جهتها، تملك فرنسا قاعدة عسكرية في أبوظبي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *