أطلقت حركة الجهاد الإسلامي وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس” حوالي 700 صاروخ من قطاع غزة إلى الأراضي المحتلة خلال الايام الماضية، ما أسفر عن مقتل أربعة إسرائيليين وجرح أكثر من 200 شخص. 

ومع ذلك، ووفقًا للصحف الصهيونية، لم تتمكن أنظمة الدفاع الإسرائيلية من تعقّب سوى 240 صاروخاً، ولفتت تلك الصحف بأن نظام القبة الحديدية الذي تتفاخر به الحكومة الإسرائيلية، أثبت فشله خلال الأحداث الأخيرة.

وعلى الرغم من وجود شكوك كبيرة حول إحصائيات وسائل الإعلام الصهيونية الدقيقة، ولكن يمكن أن نستنتج هنا بأن نظام القبة الحديدية نجح فقط في تتبع وإزالة ثلث الصواريخ التي تم إطلاقها من قطاع غزة.

العدو الإسرائيلي يقرّ بهزيمته في غزة

اعترف الإعلام الصهيوني بهزيمته في عدوانه الأخير على غزة مسجّلاً التطوّرات التي حققتها المقاومة مقارنة بالحملات العدوانية السابقة التي شنّها جيش الاحتلال على القطاع.

وحول هذا السياق، نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية تقييماً عن جيش الاحتلال، قالت فيه إن حركة حماس أطلقت في جولة التصعيد الأخيرة صواريخ جديدة قصيرة المدى وثقيلة، ووفقاً للصحيفة العبرية، فإن تلك الصواريخ تحمل رؤوساً يتراوح وزن الرأس الحربي فيها بين عشرات ومئات الكيلوغرامات.

وأشار التقييم إلى أن أكبر وابل من الصواريخ كان الليلة الماضية؛ 117 صاروخاً أطلقت في غضون ساعة فقط، فيما اعترف محلل موقع “والا” العبري، أن الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، تجهّز خلال السنوات الماضية بعد حرب عام 2014 للمعركة المقبلة مع “إسرائيل”، وأنه يقيم علاقة متميزة مع باقي فصائل المقاومة بغزة. 

وأشار المحلل إلى أن الجناح العسكري للحركة أجرى عمليات تطوير على المعدات القتالية لديه رغم الحصار الخانق الذي يعيشه القطاع منذ سنوات، إضافة إلى إقامة غرفة العمليات المشتركة التي جمعت فصائل المقاومة تحت راية واحدة هي مواجهة “إسرائيل”.

وقال المحلل الصهيوني إن المقاومة الفلسطينية استطاعت تحقيق إنجاز عسكري خلال جولة التصعيد الأخيرة، حيث جرى إطلاق حوالي 700 صاروخ خلال يومين من القتال، أسفرت عن 4 قتلى وعشرات الجرحى، في الوقت الذي أطلقت فيه المقاومة في حرب عام 2014 حوالي 150 صاروخاً يومياً على مدار 51 يوماً من الحرب، أسفرت الحرب حينها عن ستة قتلى على مدار أيام القتال. 

وأضاف إن ضباط الميدان في جيش الاحتلال أكدوا خلال العام الماضي أن حركة حماس تتعلّم من أخطائها، ونجحت خلال اليومين الماضيين باستغلال تصرفات جيش الاحتلال على الحدود، واستغلال نقاط الضعف لدى الجيش لتنفيذ عملياتها.

نتائج انتصار المقاومة في النزاع الأخير في قطاع غزة

1- لا يمكن تنفيذ صفقة القرن دون قيام حرب كبرى في غزة

وفقاً لصحيفة “جيروزاليم بوست” اليومية الصهيونية، يبدو أن تنفيذ صفقة القرن سوف يصحبه نشوب حرب واسعة النطاق بين الكيان الصهيوني وقوات المقاومة في قطاع غزة.

وبالتالي، يمكن اعتبار هزيمة الكيان الصهيوني في النزاع الأخير الذي وقع في قطاع غزة قبل عدة أيام بمثابة فشل للمرحلة الأولى من صفقة القرن، والتي من المتوقع أن يتم الإعلان عنها الشهر المقبل. وبهذا الأمر، ينبغي على واشنطن أن تبحث عن إطار جديد للتفاهم مع الأنظمة العربية الأخرى في المنطقة لتوفير أرضية مناسبة لتنفيذ هذه الصفقة المشؤومة.

2- تزايد الضغوط على نتنياهو فيما يتعلق بقضية غزة

من ناحية أخرى، وبالنظر إلى أن الوساطة التي تقدّمت بها مصر والأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، فإن الكيان الصهيوني مطالب بإنهاء الحصار المفروض على غزة، خاصة وأن رئيس الوزراء “بنيامين نتنياهو” الذي يبذل الكثير من الجهود لتشكيل الحكومة الإسرائيلية الحالية، لا يريد أن يمنح جماعات المقاومة الفلسطينية امتيازات على أرض الواقع، ومن جهة أخرى إن الدخول في جولة جديدة من الصراع مع قطاع غزة سوف يرهق الميزانية الإسرائيلية، وهذا الأمر سينعكس سلباً على حكومة نتنياهو الجديدة، وهنا يمكن القول بأن نتنياهو يعيش حالياً بين فكي كماشة.

3- تقوية صورة حماس والجهاد الإسلامي في المنطقة

إن الانتصارات التي حققتها قوات المقاومة الفلسطينية خلال الأيام الماضية، عزّزت من صورة حركة حماس والجهاد الإسلامي في منطقة الشرق الأوسط، وفي وقتنا الحالي تبيّن للعالم أجمع بأن هاتين الحركتين تمكنتا من هزيمة الكيان الصهيوني الذي يمتلك أحدث الأنظمة والمعدات العسكرية في المنطقة.

4- تقوية موقف إيران وحزب الله في العالم

من ناحية أخرى، إن هذا النصر الذي حققته قوات المقاومة الفلسطينية سيزيد من ثقل إيران وحزب الله في المنطقة، حيث تعتقد معظم الدول العربية أن إيران وحزب الله متورطتان بشكل غير مباشر في تجهيز جماعات المقاومة الفلسطينية بصواريخ مختلفة، تمكّنت بسببها من هزيمة أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية، ومن المتوقع أن تتكرر هذه الأحداث أيضاً في المستقبل القريب على الجبهة الشمالية لـ “إسرائيل” على حدودها مع سوريا وجنوب لبنان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *