حمّلت منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان ومقرّها أمستردام، هولندا، قوات التحالف السعودي الإماراتي والحوثيين مسؤولية المعاناة التي يتعرض لها أطفال اليمن جراء الحرب.

وقالت المنظمة الحقوقية الدولية في تقريرها الذي حمل عنوان (اليمن: جحيم الطفولة) إن النزاع المسلح في اليمن أدى الى قتل وجرح ما يزيد عن6700 طفل، غالبيتهم استهدفوا بالقصف والقنص المباشر أو بتفجير الألغام والعبوّات الناسفة، أو قتلوا في جبهات القتال أو بالقصف الصاروخي.

واستند التقرير في مضمونه ومعلوماته، بحسب موقع “اليمن نت” إلى راصدين ميدانيين وكذلك إلى مصادر رسمية في مقدمتها المنظمات الدولية المعنية بشؤون الأطفال. واشتمل التقرير على تحديد الإطار الموضوعي استناداً لتصنيف الأمم المتحدة في العام 2003 لقائمة “الانتهاكات الستة المهددة للأطفال أثناء النزاعات المسلحة”، وهي: قتل الأطفال أو تشويههم، وتجنيد الأطفال أو استخدامهم جنوداً، والاغتصاب وغيره من الانتهاكات الجنسية الخطيرة التي يتعرض لها الأطفال، وكذلك مهاجمة المدارس أو المستشفيات، إضافة إلى قطع سبيل المساعدات الإنسانية عن الأطفال، واختطافهم، وهو تصنيفٌ صدر بخصوصه قرار مجلس الأمن1612 سنة 2004.

وتكمن أهمية التقرير في كونه يسلط الضوء على أحد أهم جوانب المأساة الإنسانية اليمنية، ممثلة بما يعانيه أطفال اليمن جراء استمرار النزاع المسلح في البلاد، وزاد من خطورته طول أمد الحرب وعدم احترام أطرافها للمعايير الدولية لحفظ كرامة الإنسان.

وكشف التقرير عن تسبب الحرب في إبعاد أكثر من مليوني طفل عن مدارسهم، تم تجنيد بعضهم واستخدامهم في الحشد العسكري خلال الصراع المسلح منذ آذار/مارس 2015. وفي الجانب الإنساني أصبح أكثر من 8.2 مليون طفل بحاجة إلى مساعدة إنسانية من بينها الحصول على الغذاء والدواء ومياه الشرب النقية.

وتفيد البيانات والاحصاءات التي حصلت عليها رايتس رادار أن أكثر من 1604 أطفال قتلوا بين الفترة 2014 و2018، تتحمل جماعة أنصار الله (الحوثي) مسؤولية ما نسبته 65% من إجمالي الضحايا الأطفال، قضوا عن طريق القنص المباشر أو بالقصف الصاروخي أو عن طريق الألغام والعبوات الناسفة أو عبر تجنيدهم. بينما يتحمل التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية المسؤولية عن قتل 27% من الضحايا الأطفال قتلوا جراء الغارات الجوية التي لم تراع في كثير منها حرمة المدنيين. ورصد تقرير رايتس رادار قيام أطراف النزاع المسلح في اليمن بتجنيد أكثر من 3451 طفلاً دون سن الثامنة عشرة منذ 2014 حتى نهاية 2018. وحمّل التقرير جماعة الحوثي مسؤولية اختطاف 469 طفلاً، فضلاً عن استخدام مئات الأطفال كدروع بشرية في بعض الحالات مما جعلهم عرضة للقتل بغارات التحالف السعودي.

ورصدت المنظمة خلال الفترة من 21 سبتمبر 2014 حتى 21 سبتمبر 2018 نحو 487 حالة اختطاف واعتقال وإخفاء أطفال لا يزالون دون السن القانونية، منها نحو 469 انتهاكاً ارتكبت من طرف جماعة الحوثي وحليفتها قوات صالح، بينما تم رصد 13 حالة اعتقال لأطفال تتراوح أعمارهم ما بين السادسة عشرة والثامنة عشرة من قبل سلطات الحكومة اليمنية و5 حالات سجلت ضد جهاتٍ مجهولة، كما سُجلت 19 حالة تعذيب تعرض لها أطفال في معتقلات الحوثيين وحليفهم صالح. وتضمن التقرير معلومات وبيانات، تكشف عن حجم الانتهاكات التي تعرض لها أطفال اليمن وجحيم المعاناة التي يعيشونها، وكيف أنهم يدفعون الثمن غالياً جراء استمرار هذه الحرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *