عزيزة بن عمر 

بحضور عديد الشخصيات الإعلامية العربية و الوطنية ألقى الدكتور و المفكر هشام جعيط كلمة اليوم من خلال ندوة ” الإعلام التونسي و العربي في ظل المتغيرات الجيو إستراتيجية و صفقة القرن حول فلسطين ” و بمناسبة تكريمه من قبل منتدى ابن رشد و الشبكة العربية لعلوم الإعلام و الاتصال و رابطة تونس الثقافة و التعدد بالتعاون مع مركز تونس لجامعة الدول العربية

عن كيفية اهتمامه بتاريخ الإسلام المبكر و الكلاسيكي، و بقضايا الحداثة و الهوية التي تفرض نفسها على الفكر العربي الحديث و المعاصر . ألف جعيط مجموعة مهمة  من الكتب لعل من أبرزها” الفتنة جدلية الدين و السياسة في الإسلام المبكر تاريخية الدعوة المحمدية الوحي و القران و النبوة- الكوفة – نشاة المدينة العربية الاسلامية فى السيرة النبوية ” .

ظهر جعيّط في سبعينيات القرن الماضي ضمن نخبة من المفكّرين المغاربة الذين حملوا إلى الفكر العربي صوتا جديدا قويّا يطرح أسئلة جوهريّة على النخب العربيّة مشرقا و مغربا في شأن الهويّة و التاريخ العربيّين و سبل الانتماء إلى الحاضر و المستقبل.

لقد كان جعيّط المؤرّخ من الذين استمدّوا من العلوم الإنسانيّة المختلفة، فلسفةً و علمَ اجتماع و أنتروبولوجيا، مفاهيمهم ومناهجهم للعودة إلى التاريخ العربي قصد إعادة بنائه بناء واعيا بانتمائه الحضاريّ العربيّ الإسلاميّ رادّا بظاهر اليد القراءة التمجيديّة الساذجة و القراءة الاستشراقيّة المتعالية المغالطة. و كلّ ذلك دون التخلّي عن الصرامة المعرفيّة و ما يقتضيه التاريخ العربي من تكامل بعيدا عن الهيستوغرافيا الاستعماريّة. من ذلك أنّه لم ير وجها للفصل بين تاريخ المشرق و تاريخ المغرب.

لمحة عن هشام جعيط :  

يعد المؤرخ و المفكر التونسي د. محمد هشام جعيط من أهم المفكرين العرب الذين اشتغلوا و نقبوا في التاريخ الإسلامي و أعطوا أهمية كبرى لمناقشة جملة الإشكاليات المركزية في التاريخ الإسلامي و أهم مكونات الفكر الإسلامي و الموروث الحضاري بشكل عام. و لعل من أهم القضايا المركزية التي تناولها دكتور جعيط مسألة نقد الشخصية العربية و الثقافة الإسلامية و الأزمات التي عاشها المسلمون و أهم الإشكاليات الكبرى التي واجهوها، كما تناول جعيط علاقة الإسلام بأوربا، و كذلك التركيز على التعمق في دراسة السيرة النبوية و شخصية النبي صلى الله عليه و سلم مستخدماً في ذلك المنهج التاريخي الذي تتداخل فيه جملة من العلوم الأخرى كالأنثروبولوجيا و علم الاجتماع و علم النفس و علم الأديان و الفلسفة حتى يتسنى له تقديم قراءة أكثر موضوعية و بعيدة عن التحليل الإيماني الذي يرى فيه أنه محاولة لاغتيال الحقيقة التاريخية.

المسار الفكري
يحرص جعيط في أعماله على تأكيد وجود أزمة في الثقافة العربية الإسلامية، و يتجلى ذلك في كتبه “أزمة الثقافة الإسلامية” و”الشخصية العربية الإسلامية و المصير العربي” و كتاب “أوروبا والإسلام: صدام الثّقافة والحداثة”.

اشتهر بثلاثيته “في السيرة النبوية” التي تناولت الوحي و النبوة و تاريخية الدعوة في مكة و قد حاول -كما يقول- سبر أعماق هذه المعاني من وجهة نظر تاريخية و فكرية نقدية لمختلف مصادر المعلومات، و قال: إن هدفه إعادة كتابة السيرة النبوية بطريقة علمية مغايرة لكل السّير التي كُتبت قديما وحديثا.

المؤلفات
أهم كتبه ثلاثية “في السيرة النبوية” و”الفتنة: جدليّة الدّين والسّياسة في الإسلام المبكّر”، و”الشخصية العربية الإسلامية والمصير العربي” و”أوروبا والإسلام: صدام الثقافة والحضارة” و”الكوفة: نشأة المدينة العربية الإسلامية” و”أزمة الثقافة الإسلامية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *