عزيزة بن عمر

قنبلة ديبلوماسية من العيار الثقيل، حينما كشف النقاب عن مخطط أمريكي لنقل السيناريو السوري إلى دول مغاربية بدأته واشنطن بإشعال بؤر توتر طائفي وعرقي في المغرب و الجزائر.

و أوضحت تقارير إعلامية فرنسية، آنذاك أن الديبلوماسي المذكور الذي سبق أن عمل سفيرًا لفرنسا في العراق و تونس، لم يتردد في القول بأن الجهات الدولية التي تحرك خيوط مواجهات عسكرية وشيكة في الشرق الأوسط، بدأت تتحرك لرسم حدود داخلية في أكبر دولتين مغاربيتين في إشارة إلى المغرب و الجزائر.

و تعليق على الموضوع ، قال الأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي إن هناك أجندات خارجية تعمل من أجل تقسيم الجزائر و العمل على ضرب وحدتها عبر خلق العديد من المشاكل.

كما أضاف المغزاوي أن الجزائر تعتبر من أهم دول المنطقة المعروفة بثوابتها الوطنية الشيء الذي جعلها اليوم عرضة للتدخلات الخارجية أكثر من أي وقت مضى و عرضة للمكائد” نتذكر العشرية التي عرفتها الجزائر في تسعينيات القرن الماضي ” عشرية الارهاب ” التي حاولت تدمير الجزائر و الجيش الجزائري لولا تدخل الرئيس الحالي عبد العزيز بو تفليقة في الحفاظ على وحدة هذا البلد .

و أوضح أمين عام حركة الشعب بأن الجزائر ليست بمنأى إلى حد الان من كل هذه المحاولات ، مضيفا أن سوريا لما تعرضت إلى مؤامرة تعرضت إلى مؤامرة لأنها دولة وطنية و لأنها تقوم بدور معادي للقوى الاستعمارية و القوى الصهيونية .

و تابع قائلا “فاليوم هناك العديد من المحاولات لضرب الجزائر و تقسيمها لما تقوم به من دور وطني لا يرضي “الأطراف الظلامية “، مشددا على دور تونس في الوقوف إلى جانب الشعب الجزائري الشقيق ” لأن أمن تونس من أمن الجزائر ” وفق تعبيره .

كما أكد عضو البرلمان بأن أي تدخل في الجزائر ” لا قدر الله” سيكون له انعكاساته على تونس لأن استقرار الجزائر من استقرار تونس و أن أمن الجزائر من أمن تونس و أن وحدة الجزائر من وحدة تونس “،

و أشارالقيادي إلى أن شعوب المنطقة بما فيها تونس سترفض تكرار ما وقع في سوريا و العراق، و أن بنية الدول المستهدفة تمنحها مناعة ضد ذلك، خاصة تونس التي فشل الإرهاب الأعمى في أن يزعزع أمنها و إستقرارها.منبها إلى ضرورة التفاف الشعب التونسي مع الجزائريين و أن يكون لكلا الطرقين الوعي الكافي من المخاطر التي تستهدف وحدة الشعب الجزائري و أمن المنطقة بشكل عام .

كما أشار المغزاوي أن استهداف الجزائر هو مخطط صهيوني استعماري يستهدف هذه الأمة ” ضرب جيوشها الوطنية دولها الوطنية إلى غير ذلك ، هذا المخطط انطلق منذ حرب الخليج إلى الإطاحة بصدام حسين وصولا إلى ليبيا و ما يحصل فيها اليوم من تناحر و اقتتال أتى على الأخضر و اليابس .

يذكر أن واشنطن كانت قد رشحت 18 دولة عربية للتقسيم هذا و في منتصف ديسمبر 2013، بحسب ما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” انذاك وثيقة سياسية ادَّعت أنها جمعت معلوماتها من خبراء و مؤرخين ومختصّين في شؤون الشرق الأوسط و شمال افريقيا وكان من الطبيعي أن تثير تلك الوثيقة اهتمام زعماء المنطقة، خصوصاً أنها تحدثت عن “الربيع العربي” كمدخل لتفكيك الشرق الأوسط إلى دويلات إثنية و طائفية وعشائرية. وقالت الصحيفة إن بلوغ هذه الغاية سيتم عبر سلسلة نزاعات محلية و إقليمية يؤدي عنفها، في النهاية، إلى التخلص من حدود سنة 1916.

أي الحدود التي رسمها الديبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو ونظيره البريطاني مارك سايكس. لهذا، حملت تلك الاتفاقية اسمَيهما كشهادة على سيناريو خضع لرغبة المنتصر في الحرب العالمية الأولى، لا لرغبة سكان البلدان التي رسما حدودها المقتطعة من الإمبراطورية العثمانية المهزومة. وتدّعي “نيويورك تايمز” أن المشرفين على مراكز القرار بالنسبة لهذه المسألة الخطيرة لا يتحدثون عن تقسيم دول المنطقة، بل عن تصحيح خطوط اتفاقية سايكس – بيكو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *