المشروع السياسي الجديد للشاهد : اجتماعات جهوية تحضيرية لاستقطاب قواعد النداء .. و أطراف من آفاق تونس و المسار و المشروع على الخط

منية العيادي
تسعى جميع الأطراف المنضوية تحت كتلة الإئتلاف الوطني و الأطراف الداعمة ليوسف الشاهد هذه الأيام إلى إخراج المشروع السياسي الجديد أو حزب الإئتلاف الوطني إلى النور قريبا مع انطلاق الاجتماعات التحضيرية منذ الأسبوع المنقضي في ولاية سوسة التي احتضنت أول الاجتماعات و اللقاءات الاستشارية حول تفاصيل هذا المشروع السياسي و التي تمّت مناقشتها بحضور سليم العزابي و نواب الجهة في كتلة الائتلاف زهرة ادريس و حافظ الزواري و أحمد السعيدي في انتظار التوجه إلى بقية الولايات.
تحضيرات و اجتماعات جهوية بدأت من سوسة لتشمل كافة الجهات
الاستعدادات للاعلان عن الحزب مازالت في مرحلة التقييم و كانت الاجتماعات التحضيرية قد انطلقت من و لاية سوسة ثم بنزرت في انتظار التوجه إلى ولايات الشمال الغربي هاته الأيام  لتشمل كل جهات الجمهورية  مثلما صرح بذلك رئيس كتلة الائتلاف الوطني مصطفى بن أحمد .
و كان أول اجتماع عقد الخميس الماضي بسوسة بحضور مدير الديوان الرئاسي السابق سليم العزابي و مجموعة تتكون من 120 مناضلا شاركوا في الانتخابات التشريعية لسنة 2014، تم خلاله بإجماع الحاضرين الإقرار بأن حزب نداء تونس لديه أمل ضعيف جدا للمواصلة في المرحلة السياسية القادمة و أبدوا رغبتهم في الانسحاب من نداء تونس و الانضمام إلى كتلة الائتلاف الوطني.

الاجتماع حضره أيضا عدد من أعضاء الحكومة من المحسوبين على نداء تونس و منهم رضوان عيارة و محمد زين العابدين و شكري بن حسن و يقرأ من ذلك أن مشروع الحزب الجديد يسعى إلى استقطاب أبناء النداء و أنصاره و قواعده في الجهات خاصّة و أن هياكل النداء في الجهات انشق عنه جزء كبير منها في الأشهر الثلاث الماضية و أعلن دعمه للشاهد، و منها هياكل بن عروس و القصرين و الكاف و بنزرت، حيث تتالت البيانات الصادرة عن أعضاء من هذه الهياكل معلنة رفضها لتمشي قادة الحزب و دعمها للشاهد الذي تراه الأنسب لتمثيل التوجه الذي بني عليه النداء من البداية .

 

 عملية بناء الحزب ستنطلق من قواعد النداء الذين تمّ إقصاؤهم … و آفاق تونس و المسار و المشروع على الخط

يسعى المشروع السياسي الجديد من خلال اجتماعاته الجهوية التي ستكون بشكل مكثف في المرحلة القادمة ، إلى استقطاب قواعد النداء التي تم إقصاؤها من الحزب و التي على استعداد للمشاركة في عملية إعادة البناء و أيضا أطراف العائلة الوسطية و المنتمية سواء لحزب آفاق تونس أو المسار أو أي أحزاب وسطية أخرى تريد أن تنخرط في هذا المشروع السياسي  وفق تصريح رئيس كتلة الائتلاف بالبرلمان مصطفى بن أحمد.

و أضاف بن أحمد أيضا أن كتلة الائتلاف الوطني ستركز على الشخصيات القريبة من رئيس الحكومة ممن كانوا في نداء تونس أو ممن وقع تجميدهم من طرف شق حافظ-سليم الرياحي كما سيكون هنالك تعامل وثيق مع حركة مشروع تونس مشيرا إلى أنّ القيادات ستفرزها الندوة الوطنية التي ستقام بعد انتهاء الاجتماعات الجهوية و هي التي ستحدد الارضية و الأهداف و الشكل التنطيمي لهذه الحركة.

كما أبرز أن الحزب لا يبحث عن القيادة الفردية بل يطمح إلى العمل الجماعي .

 

أطراف من التجمع داخل الحزب أبرزها الأمين العام السابق للحزب عبد الرحيم الزواري

 

تداولت عديد المواقع الصحفية صورا للأمين العام السابق للتجمع المنحل عبد الرحيم الزواري اثر أول اجتماع تحضيري لحزب الشاهد الجديد في سوسة كما أدرجت عديد التضريحات الإعلامية أن الزواري يمثل أحد الاشخاص الرئيسيين الذين يحركون حزب الشاهد الجديد و كان أحد عرابي التحالف بين الشاهد و النهضة .

إضافة إلى شخصيات تجمعية أخرى بارزة ينتطر أن يتم الكشف عنها خلال الندوة الوطنية للحزب.

الشاهد على رأس المشروع السياسي الجديد ؟

من الممكن أن يكون مدير الديوان الرئاسي السابق سليم العزابي مؤقتا الرجل الأول على رأس حزب الإئتلاف الوطني نظرا لمسؤوليات الشاهد الكبرى على رأس الحكومة حيث أشار النائب عن كتلة الإئتلاف الوطني وليد جلاّد إلى أنّه تمّ عرض الفكرة على يوسف الشاهد و لكنّه مازال يفكّر في الأمر  مضيفا أن الشاهد يعتبر أنّ ” أولويته الحالية تتمثّل في وضع البلاد على السكة” و الحفاظ على التوازن السياسي للبلاد.

من جهتها شددت النائب ليلى الشتاوي على أن الشاهد لديه اليوم كل الحظوظ ليكون على رأس هذه “الديناميكية الجديدة” .

قائلة إنّ  “هذا الشاب” هو من قاد هذه الديناميكية و لديه كل الحظوظ لقيادة هذا المشروع السياسي الجديد لكتلة الائتلاف الوطني.

 

نداء تونس يستعدّ ل”طرد” يوسف الشاهد و الموالين له

بينما يعكف يتجهز يوسف الشاهد و الموالين له على وضع اللمسات الأخيرة للاعلان عن مشروعهم السياسي الجديد في غضون أيام يدرس نداء تونس قرار طرد الشاهد بصفة رسمية من الحزب بعد أشهر من تجميد عضويته، حيث من المنتظر أن تجتمع لجنة النظام الداخلي للنداء هذا الأسبوع وفق ما أكدته بعض المصادر الإعلامية و التي أشارت إلى أن اللجنة ستنظر أيضا في موضوع الوزراء المنتمين للحركة و الذين رفضوا الانصياع إلى قرارات الحزب و خيروا البقاء في الحكومة على الاستقالة و العودة إلى بيت “الطاعة”.

و وفق حركة نداء تونس فإن وجود يوسف الشاهد في الحزب لم يعد له أي داع لعدة أسباب أهمها احتدام الصراع بينه و بين رئيس الهيئة السياسية للنداء حافظ قائد السبسي و كذلك مع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي و التي تشهد علاقتهما توترا منذ فترة و زادت سوءا بعد التحوير الوزاري الأخير الذي قام به الشاهد دون إعلامه، و كرد فعل في خطوة أولى انطلق بإعلان تجميد عضويته في سبتمبر المنقضي و إحالة ملفه الى لجنة النظام وفقا لأحكام الفصول 59 و 67 و 69 من النظام الداخلي للحركة و السبب “الخروج عن الخط الحزبي”، لتكون الخطوة الموالية الطرد الرسمي.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *