توقع وزير الإعلام والثقافة والدبلوماسي الجزائري السابق، عبد العزيز رحابي، أن تتجنب قيادة بلاده الرد على دعوة العاهل المغربي الملك محمد السادس لفتح حوار مباشر بين الطرفين، وتشكيل لجنة عليا لحل الخلافات بينهما.

وتجنبت المؤسسات الرسمية الجزائرية الرد على دعوة العاهل المغربي، فيما شرعت بعض الصحف المقربة من السلطة، الرد بشكل غي مباشر على المقترح المغربي.

 

لا رد جزائري

و قال وزير الإعلام والثقافة السابق والدبلوماسي، عبد العزيز رحابي: “لا أتوقع ذلك، لأن الخطاب جاء عشية بدء مفاوضات مع البوليساريو برعاية أممية وبحضور الجزائر وموريتانيا بصفة ملاحظ. أعتقد أن هذا الموعد سيكون اختيارا صريحا لحسن نوايا المغرب تجاه القضية الصحراوية واقتناعه بضرورة التسريع بحلها وفقا لمبدأ تقرير المصير”.

 
و زاد رحابي في حوا مع جريدة “الخبر”، نشرها الموقع الرسمي للجريدة الخميس 8 نوفمبر الجاري: “ما دامت الشروط الجزائرية لم تتحقق لا أتوقع حدوث أي تغيير في موقف الجزائر”. 

و أوضح أن شروط الجزائر تتمثل في “حل قضية الصحراء وفقا لمبدأ تقرير المصير، وأيضا وقف الخطاب العدائي والحملات الإعلامية الرسمية ضد الجزائر وإثبات حسن النية في جهود محاربة عصابات وشبكات تهريب المخدرات وتأمين الحدود ضدها”. 

وشدد على أن خلاف النظامين يزيد الوضع سوءا، وقال: “لسنا في فضاء تحكم فيه الشعوب. ومغرب الشعوب، الذي كلنا نحلم به منذ عقود من الزمن وكان حلم الأجداد، سوف لن يكون حقيقة مشاهدة على الأرض إلا إذا كانت المنطقة المغاربية فضاء للديمقراطية وفيه تكرس مبادئ المواطنة والحريات وليس الأحادية في الرأي والاستبداد. للأسف الشديد، هذا الأمر ينطبق على المنطقة العربية برمتها، فالجامعة العربية لا تمثل تطلعات الشعوب، بل لا ترى نفسها كذلك، والسبب هو الأنظمة الحاكمة في دولهم.

 

تفاعل الصحافة

 

غياب الرد الرسمي الجزائري، لم يلغ التفاعل الإعلامي الجزائري مع الدعوة المغربية، حيث خرجت الصحافة تعرض شروط قصر “المرادية” التاريخية لبدء الحوار. 

و وصفت “الشروق” القريبة من السلطة، دعوة الملك بـ”الخطوة المفاجئة”.

 
و سجلت في تقرير نشرته الخميس 8 نوفمبر على موقعها الرسمي، أن السلطات الجزائرية لم ترد بعد على دعوة الملك.

و ذكرت الجريدة بأن الوزير الأول الأسبق عبد المالك سلال سبق له أن أعلن في 2016 أن الجزائر مستعدة للحوار مع المغرب بشكل مباشر، وتساءلت: “لكن الأمور بقيت تراوح مكانها منذ ذلك الوقت”.

و ذهبت صحيفة “TSA عربي/كل شيء عن الجزائر”، نقلا عن أستاذ العلوم السياسية بجامعة مستغانم، سيد أحمد أبصير، أن “الدبلوماسية المغربية تحاول دائما أن تكون السباقة لإظهار حسن النية في مسألة التقارب مع الجزائر، وهذا الأمر ليس جديدا”.

و تابعت أن “الرباط مهتمة كثيرا بالشأن السياسي الداخلي الجزائري واختيار محمد السادس لهذا التوقيت بالذات ليس صدفة بالنظر إلى أن الجزائر مقبلة على انتخابات رئاسية يحاول فيها المغرب توجيه رسالة للنظام السياسي مهما كانت مخرجات نتائج الرئاسيات”.

و سجلت جريدة “المشوار السياسي”، أن الدعوة للحوار “بين مرحب بفتح صفحة جديدة بين الجارتين، ومشكك في كون الخطوة المغربية مناورة جديدة”.

ونقلت عن باحث قوله: “لا جديد في خطاب محمد السادس لأنه حاول كعادته إظهار المغرب بمظهر الطرف المنفتح على الحوار ورمى الكرة في مرمى الطرف الجزائري”. ‎

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *