قال مسؤولون أمريكيون، اليوم الأربعاء، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريد إجراء مراجعة لاستراتيجية بلاده في أفغانستان، بعد عجز الاستراتيجية السابقة عن تحقيق أهدافها رغم المبالغ المالية الضخمة التي تصرف عليها.

ونقلت وكالة رويترز، عن عدد من المسؤولين الأمريكيين تأكيدهم أن ترامب ألمح لشعوره بخيبة الأمل لعدم إحراز تقدم منذ إعلانه عن استراتيجية في أغسطس الماضي، تقضي بإرسال مستشارين عسكريين ومدربين وقوات خاصة أمريكية وزيادة الدعم الجوي لقوات الأمن الأفغانية، وذلك بهدف حمل طالبان على بدء محادثات سلام مع كابل.

ووفقاً للوكالة، فإن العديد من المسؤولين الأمريكيين الحالين ومسؤولين ومستشارين سابقين على دراية مباشرة بالموقف أشاروا إلى أن البيت الأبيض لم يأمر رسمياً بعد بهذه المراجعة، ولكنهم يستعدون لإجراء تقييم على مستوى الحكومة خلال الأشهر المقبلة.

وقال مسؤول أمريكي كبير: “تلقينا بعض الإشارات من البيت الأبيض تفيد بأن ترامب قد يطلب إجراء المراجعة خلال الأشهر القليلة المقبلة”، مضيفاً إن المراجعة ستدرس كل أوجه الاستراتيجية الحالية، بما في ذلك التقدم الذي تم إحرازه ووجود القوات الأمريكية واحتمالات إجراء مفاوضات مع طالبان، فضلاً عن علاقات أمريكا مع باكستان التي يتهمها مسؤولون أمريكيون بدعم التمرد.

وفي السياق ذاته ذكر مسؤولون آخرون أن ترامب عبّر أيضاً عن غضبه لعدم تحقيق تقدم في تسوية أفغانستان، حيث قال مسؤول كبير مطلع بشكل مباشر على المناقشات الحالية حول السياسة الخاصة بأفغانستان: “سأل الرئيس مراراً عمّا حققناه من تقدم في أفغانستان منذ أن اتخذ قراره، وعن مقدار ما استثمرناه هناك منذ عام 2001، وأضاف: “لقد عبر كثيراً عن خيبة أمله لعدم تحقيق تقدم، ويسأل بالأساس “ما الذي حصلنا عليه مقابل كل تلك الأموال؟”.

وكان الرئيس الأمريكي أرسل 3000 جندي إضافي العام الماضي إلى أفغانستان ليصل إجمالي عدد القوات الأمريكية هناك إلى حوالي 15 ألف جندي، رغم إعلانه أكثر من مرة نيته سحب القوات الأمريكية من هذه الحرب التي أرهقت خزينة البلاد.

وغزت أمريكا أفغانستان في عام 2011 بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول في العام نفسه، وبدأ الجيش الأمريكي منذ ذلك الوقت الانتشار على الأرض في مناطق أفغانية عديدة، ورغم الإطاحة بحركة طالبان في كابول، إلا أن واشنطن اعترفت في أكثر من مناسبها بفشلها في أفغانستان والعجز عن القضاء على الحركة بشكل نهائي في حرب طويلة تكلفها 45 مليار دولار سنوياً، حسب الأرقام الرسمية الأمريكية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *