صافح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في مستهل القمة التاريخية التي تستضيفها سنغافورة.

ومثل هذا اللقاء تحولا كبيرا في العلاقات بين البلدين اللذين تبادلا حربا كلامية خلال العام الماضي.

وهذه أول مرة يلتقي فيه زعيم كوري شمالي مع رئيس أمريكي لا يزال في سدة الحكم.

كيف تجلت هذه اللحظة التاريخية؟

سار الرجلان باتجاه بعضهما البعض وصافحا بعضهما بشدة أمام أعلام الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.

و قال الرئيس ترامب خلال تعليقاته الأولية أمام الصحافيين “أتوقع علاقة رائعة مع كيم”.

و أضاف ” لدي شعور رائع وسنجري محادثات رائعة وستكون ناجحة بشكل لا مثيل له”.

و بدت علامات الارتياح على الرئيس ترامب والزعيم كيم خلال اللقاء الذي جمعهما معاً.

و قال كيم على أن “الطريق إلى هنا لم يكن سهلا”، مشيرا إلى أن الممارسات السابقة مثلت عائقا أمام التحرك قدما.

و أنهى الزعيمان اجتماعاً عقدهما بمفردهما مع المترجمين خلال 40 دقيقة، ثم انضم إليهما كبار المستشارين والمسؤولين السياسيين لتناول الغداء.

و ستركز المحادثات – التي كانت غير ممكنة منذ بضعة شهور- على البرنامج النووي المثير للجدل في كوريا الشمالية.

ماذا يعني هذا لكل من ترامب وكيم؟

يضفي هذا الحدث مكانة مميزة لكل من ترامب وكيم، إلا أنه يحمل خسارة كارثية تتمثل بخسارة ماء الوجه لكليهما.

وفي الوقت الحالي، فإن أي نتيجة ناجحة للقمة ستتمثل بفرض حملة “أقصى” على كوريا الشمالية وتضييق العقوبات الاقتصادية والتهديد بالعمل العسكري.

بالنسبه لكيم، فإن مشاركته في قمة مشتركة مع ترامب يعقد نصراً بحد ذاتهـ وهو أمر فضل في تحقيقه والده وجده.

وينظر إلى هذه المحادثات بأنها مكسب بالنسبة لكوريا الشمالية بسبب شرعيتها التي تمنحها لزعيمها.

وفي الوقت الحالي ، سيحمل ترامب أي نتيجة ناجحة للمحادثات إلى حملته “أقصى ضغط” على كوريا الشمالية ، والتي تشدد العقوبات الاقتصادية وتهدد العمل العسكري. يعتقد الكثيرون أنه بغض النظر عما يتم تحقيقه ، فسيكون هذا هو السرد.

بالنسبة لكيم ، يعتبر تأمين مرحلة مع الزعيم الأمريكي انتصارا في حد ذاته ، وهو أمر لم يتمكن والده أو جده من تحقيقه.

لطالما اعتبرت مثل هذا الاجتماع بمثابة جائزة في نظر كوريا الشمالية للشرعية التي تمنحها لزعيمها

 و تأمل واشنطن أن تسفر هذه القمة عن بدء عملية تمهد لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.

و كان ترامب قد قال إن الاجتماعات التمهيدية بين واشنطن وبيونغيانغ مضت على نحو جيد.

و ذكر كيم لصحفيين أن سنغافورة ستسجل في التاريخ إذا تم التوصل إلى اتفاق خلال لقائه مع ترامب.

كوريون يشاهدون لقاء ترامب مع كيم في مقر الرابطة الكورية بسنغافورة

 

ما الذي يميز هذه القمة ؟

ظلت كوريا الشمالية لعقود تعامل كدولة منبوذة، لكن زعيمها يعامل الآن كرجل دولة.

وفي العام الماضي، كان من النادر رؤية علم كوريا الشمالية يرفرف في أي مكان في آسيا.

واليوم، يلتقي كيم – الذي يتزعم نظاماً استبدادياً – شخصيات بارزة.

ماذا يريد كلا الجانبين ؟

تريد الولايات المتحدة من كوريا الشمالية التخلص من أسلحتها النووية بطريقة لا رجعة فيها مع السماح للمجتمع الدولي من التحقق من ذلك.

ولكن يتساءل المحللون عن السبب الذي قد يدفع كيم إلى التخلي عن أسلحته النووية بعد أن عاني الكثير لامتلاكها.

ويرون أيضاً أن كيم بلقائه أقوى زعيم في العالم، يكون قد حقق انتصاراً بالفعل.

وقال الزعيم الكوري الشمالي إنه يريد الآن التركيز على بناء اقتصاد بلده، ويريد تخفيف العقوبات المفروضة عليه وجلب الاستثمارات الدولية.

ومع ذلك، لا تتوقع الولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق نهائي في سنغافورة. ووصف ترامب بـ “لقاء تعارف”.

وقال الرئيس الأمريكي إنه في حال شعر بأن الأمور تسير بشكل سيء فإنه سينسحب من القمة، وفي حال سارت على ما يرام فإنه سيدعو كيم لزيارته في البيت الأبيض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *