منية العيادي

مع تصاعد حدّة ظاهرة أو تيار الإسلاموفوبيا في كثير من الدول الغربية و الذي حمل في طياته خطابا سياسيا متطرفا يسعى بشكل كبير إلى معاداة  الإسلام، و الواقع الاجتماعي في الغرب و ما يُميزه من مشاكل الهوية و الاندماج خاصة بالنسبة للمسلمين و العرب ، تتشكّل جليا أهميّة تعليم اللغة العربية ، لغة القرآن الكريم، و لغة الثقافة العربية الإسلامية، و ضرورة دعمها و العمل على نشرها و تعليمها لغير الناطقين بها من الشعوب الإسلامية أو غير الإسلامية لما في ذلك من حماية للأمن الثقافي الحضاري و حماية للأمة العربية الإسلامية و اللغة العربية هي وعاء الثقافة الإسلامية و هي الأداة المثلى لمعرفة مبادئ الدين الحنيف و فهم أحكامه و محاربة تيار الإسلاموفوبيا و جميع أشكال التطرف و العنصرية و الغلو في الدين الذي ساهم في انتشار العديد من التنظيمات الإرهابية التي تحسب على الإسلام و المسلمين .

و من هذا المنطلق تعقد بمقر المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم (ألكسو)، منذ يوم الثلاثاء 24 أفريل 2018  ندوة دولية حول “تيسير اللغة العربية لغير الناطقين بها و توظيفها في فهم مبادئ الإسلام و ثقافة العروبة ” و ذلك بالتعاون مع جمعية الدعوة الإسلامية العالمية و مؤسسة غرناطة للنشر و الخدمات التربوية من 24 إلى 26 أفريل 2018.

و قد أجمع جميع المشاركين في الندوة الدولية على ضرورة نشر اللغة العربية و تسهيلها لغير الناطقين بها على المستوى العالمي و العمل على إنشاء مؤسسات مخصصة لهذا الغرض و وضع برامج محددة و واضحة تساعد على نشر ثقافتنا العربية و الإسلامية  من جهة و تعمل على إبراز الدين الإسلامي المتسامح .

سعود هلال الحربي: المنظمة تعمل على نشر اللغة العربية و تعليمها لغير المسلمين من أجل فهم صحيح لديننا

نوه الدكتور سعود هلال الحربي مدير عام الألكسو بالصبغة الاستراتيجية للشراكة بين المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم و الأطراف المعنية بتعليم اللغة العربية في الوطن العربي و خارجه، للناطقين بها و بغيرها في العالم  . كما أشار إلى أن المنظمة تقوم حاليا بعديد الدورات و ورشات العمل في عديد الدول لتعليم اللغة العربية و هي على ذمّة كل من يطلب ذلك  .
و أضاف أن المنظمة تعمل على التواصل و التنسيق مع عديد المؤسسات العربية و الأجنبية المعنية بتطوير اللغة العربية لأهميتها كوسيلة للتقارب الفكري و الثقافي بين الشعوب و لأهميتها في فهم قيم الإسلام الصحيحة و العميقة بعيدا عن الغلو و التعصّب و هو ما من شأنه أن يحدّ من مظاهر التطرف ضدّ المسلمين و العرب في الدول الغربية  .

د.أحمد الدبيان : حسن التعامل مع اللغة العربية و نشرها مفتاح للتقارب الفكري و محاربة الاسلاموفوبيا

رئيس المركز الثقافي الإسلامي في بريطانيا الدكتور أحمد الدبيان اعتبر في كلمته أنّ اللغة وعاء الفكر و لا تستطيع أمة من الأمم أن تنهض دون أن يكون لها لغة ذات حدود و ذات منطمات و هيئات تعمل فيها ، و قد أدركت كثير من الأمم أهمية ذلك ، و لهذا نرى اليوم كثيرا من الدول في العالم تدعم مؤسسات و أذرعا ثقافية تمتدّ عبر العالم لدعم ثقافات و لغات تلك الدول مثل goethe institut الألماني و Instituto Cervantes الاسباني و معهد كونفوشيوس الصيني و مركز يونس امرة التركي و تلك المؤسسات منتشرة في جميع أنحاء العالم لدعم ثقافة البلدان الراجعة لها بالنظر من خلال تدريس اللغات وعيا من تلك الدول بأنّ الذراع الثقافي هو اللغة و هذه اللغة إن أحسن التعامل معها و نشؤها فإنها ستورث تقاربا فكريا مع الدول الناطقة بهذه اللغة.

و من هذا المنطبق اعتبر الدبيان أن اللغة العربية خير آلة و خير وسيلة يمكن أن تسوّق للثقافة العربية الإسلامية و للفكر العربي و للدول العربية لتغيير صورتها السلبية أحيانا نحو الصورة الإيحابية و أضاف أنّ نشر اللغة العربية و تعليمها يمكن أن يكون مدخلا كبيرا للإسلام أولا و مفتاحا للحوار و مواجهة الإسلاموفوبيا الذي بدأ ينتشر بشكل كبير في الغرب ليس بما يتعلق بالدين فقط بل بكل ما يتعلق بالثقافة العربية الإسلامية ، هذا التيار الدي أشار إلى أنه صاعد بقوة في الغرب و خاصة في أوروبا حتى إن هناك منظمات بدأت تتشكل لدعم هذا التيار الفكري و ترسيخه في عقل و فكر المجتمع الأوروبي .

و أفاد رئيس المركز الثقافي الإسلامي في بريطانيا أن المركز يسعى من خلال عمله إلى تقديم وجه مشرق للثقافة العربية و يهدف إلى نقل الوعي بالثقافة و الغة العربيتين إلى الجيل الجديد و يهتم بكثير من المناسبات لأجل إضهار تألق اللغة و الفكر العربي و إيصاله إلى وعي الأقليات الإسلامية و وعي “الجيل الجديد الذي أصبحنا نشتكي من بعده و ضعف اللغة العربية لديه” مؤكدا أنه لو تم ابراز الوعاء اللغوي و الثقافي فإنه سوف يكون خير وسيلة لتقديم وجه حقيقي مشرق للثقافة و الحضارة العربيتين التين ظلمتا كثيرا و قلما يشاد بهما .

و أضاف د.أحمد الدبيان أنه يجب أن لا نعتقد أنّ كل ما يوجد في الغرب، مُعادٍ لنا فهناك كثير من محبي و عشاق الثقافة و الفنون العربية و هناك الكثير من المؤسسات الغربية تقوم بتدريس الفنون الإسلامية و الحضارة الإسلامية و هناك جامعات في الغرب تقوم بتدريس اللغة العربية كلغة حية ثانية.

د.صالح سليم الفاخري: تعليم العربية لغير الناطقين بها سيساهم في الفهم الصحيح للإسلام

اعتبر رئيس جمعية الدعوة الإسلامية العالمية الدكتور صالح سليم الفاخري أنّ تعليم اللغة العربية له أثر فعّال في معالجة ظواهر العنف و التطرف و ما يتّصل بهما من تيارات تعصف ليس ببلد و لا بأمّة و لا بقارة و لكنها تعصف بكيان الإنسانية قاطبة و بخاصّة بعد أن أصبح العالم حجرة صغيرة ، ما يحدث في زاوية من زواياها يكون له صدى في الزاوية الأخرى، وفق تعبيره.

و أضاف أنّ العمل على تحسين سبل تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها يؤدي إلى الفهم الصحيح للاسلام و يجعل معتنقيه ممن لا يتكلمون العربية يميزون بين ما تطرح عليهم من أفكار تنسب إلى الإسلام و بالتالي يمكّن من معلرفة الإسلام من مصادره الأساسية لا من خلال كتابات وسيطة أكثرها ليس له من هدف سوى تشويه الإسلام و رميه بكل نقيصة، طبعا على أن يكون ذلك مصحوبا بجهود تصحّح بها المفاهيم و تتيع بها المناهج .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *